نعم هي والله أم الجميع، الوالدة سمو الأميرة منيرة بنت عبدالعزيز بن مساعد رحمها الله.. عرفتها طفلاً لا يتجاوز عمره السنوات الخمس، ولا أزال أتذكر كلمات أمي حفظها الله وأطال في عمرها وهي تقول لي.. يا ابني إنك ذاهب لترى أمك الثانية، ورأيت ذلك فعلاً، رأيت الطيبة بأجمل صورها، رأيت العطف والحنان الذي يستطيع المرء أن يشعر به من نظرة عينها، شعرت بذلك القلب الكبير الذي استطاع أن يجمع في داخله أسرة ليست بالصغيرة على الاطلاق بأمومة حانية، رأيت ذكاءً فطرياً وقوة في الحق حتى لو كان الخصم هو سلطان بن عبدالعزيز نفسه... ومرت السنوات، أكثر من ثلاثة عقود وكل ما ذكرته عن هذه المرأة يزيد ولا ينقص، ويزيد حبها ويكبر قدرها في قلب كل من حمل اسم سلطان بن عبدالعزيز، بل كل من عرفها من قريب أو بعيد.. سماها أحدهم لي ذات يوم (عمود البيت) وهو محق في هذه التسمية، ولكني أسميها أيضاً جامعة القلوب والأفئدة. لا أنسى ونحن صغار إذا علمنا أن أبي أمد الله في عمره كان غاضباً منا ويتوعدنا بأشد العقاب، يعرف الصغار الأذكياء إلى من يلجأون.. إلى أم آل سلطان كافة بل أم الجميع، رحمك الله يا أمي... فأنتِ بين يدي من هو ألطف وأرحم بك منا ومن جميع الخلق، وأبشري بالجنة إن شاء الله. فلم أكد أراك إلا وأنتِ مرتدية رداء الصلاة بادئة فيها أو منتهية منها، وكم رحمت الضعفاء وكفلت اليتامى، وكم من أسرة عاشت من فضل الله جل علاه ثم فضلك. وبعد كل ذلك فأنتِ شريكة عمر سلطان بن عبدالعزيز بحق.. عشتِ معه كل حياته التي نسأل الله أن يمدها بالطاعة، وذقت معه حلاوة الدنيا ومرارتها وعسرها ويسرها.. فلله درك من زوجة ولله درك من أم.. لا يفتقدك نوف والبندري وجواهر وخالد وفهد ولطيفة ولولوة وفيصل وتركي فحسب، بل يفتقدك كل من حمل اسم سلطان بن عبدالعزيز، والحق أقول أنه سيفتقدك الجميع لأنك بحق أم الجميع. اسأل الله يا أمي أن يعظم أجرنا فيك ويسلي وحشتنا بعد رحيلك ولا نقول إلى ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).