مفردتان حديثتان قذفت بهما الشبكة العنكبوتية لتتلقفها الأفواه وتتلفظ بها الألسن. ولأننا نعيش فرحة العيد لم أكن لأعكر صفو أمزجتكم بموضوع جاد أو نقد لأداء أو حتى شكوى، مع أن الشكوى لغير الله مذلة كما يردد البعض. القوقلة سيداتي سادتي نسبة إلى محرك البحث الأشهر على شبكة الانترنت قوقل (Google). وكعادتنا العرب ننسب نجاحات الآخرين لنا ولو كنا في مدرجات المتفرجين يقتصر دورنا على التصفيق. أقول ان البعض ذهب ينقب في الماضي بعدما أذهله إعجاز العم (قوقل) لعله يجد ما يلوذ به ويُريح إخفاقاته فقال ان "ابن دريد" أشار في "الاشتقاق" بأن القوقلة هي التغلغل في الشيء والدخول فيه. يعني لقد سبق ابن دُريد كلا من (لاري بيدج) وزميله (سيرجي برن) اللذين أنشآ محرك البحث الأشهر على الشبكة العنكبوتية..! وقوقل التسمية حسب موسوعة (ويكيبيديا) كانت في البداية نسبة إلى الرقم 1 وأمامه مئة صفر ويسمى في علم الرياضيات قوقول (Googol) وقد كُتبت بطريقة خاطئة (Google) وحين تم اكتشاف الخطأ كان الاسم قد انتشر فاشتهر. على العموم بدأ الدارسون والباحثين وطلبة العلم يرددون مفردة قوقلها (Google it) بدلاً من قول "ارجع للقاموس الفلاني أو المرجع العلاني"، بعد أن جعل العم قوقل المعلومة تأتي لمن يطلبها قبل أن يرتد إليه طرفه. نأتي لمفردة الهشتقة وهي أيضا مُشتقة من مفردة (Hash tag) التي ويرمز إليها بأيقونة (#) وتلك هي طريقة الوصول للمواضيع الأكثر شيوعاً أو الأكثر تداولاً في وقت من الأوقات التي يُحددها أعضاء موقع (التويتر) فيقوم مجموعة من المستخدمين (المغردين) بإيجاد رابط بين جميع التحديثات المنشورة فيقوم (تويتر) بشكل تلقائي البحث عن تلك التحديثات بالضغط على (الهاش تاق). وقد ساهم موقع تويتر بهشتقته في جمع ملايين ثوار الربيع العربي على كلمة سواء بينهم على أن يسقطوا الطُغاة. كما يُساهم بفعالية في نقل الأحداث والأخبار بالتو واللحظة لملايين البشر يسبق بذلك كل الوسائل الاتصالية القديم منها والحديث. لمعرفة الأخبار والتعليقات الأكثر طزاجة في الداخل والخارج عليكم بالهشتقة. أقوال من صفحتي على الفيس بوك: الأُمم المتصدرة للكون في العلوم والمخترعات يلجأ أفرادها للبحث عما خفي عنهم من نظريات وقواعد علمية في بطون المراجع ومحركات البحث النتيّه، بينما الأمم التي لم تعتمد في مؤسساتها التعليمية منهج البحث والتحليل العقلي قد ارتكست في أغلال حفظ المتون مما أدى بأفرادها إدمان طلب الفتاوى المختلفة بل وتكرار ذات الأسئلة في كيفية نتف شعر الإبطين وحُكم بلع (النخامة) في نهار شهر رمضان! عيدكم سعيد فافرحوا ما استطعتم إلى ذلك سبيلا.. إلى اللقاء.