قرأت ما كتب في هذه الصحيفة الغراء من معاناة البعض مع القطاع الصحي، وقد التقيت بأحد الأقارب في مناسبة اجتماعية وتطرق إلى معاناة أطفال منطقة القصيم منذ فترة طويلة من عدم وجود أي طبيب كلى أو مسالك بولية للأطفال بالرغم من أن سكان منطقة القصيم يربو عددهم على على المليون وثلاثمائة ألف نسمة مما أدى إلى وفاة أطفال وإصابة آخرين بالفشل الكلوي النهائي وقال إن طفله ولد وهو يعاني من ارتجاع بولي في مستشفى الولادة والأطفال ببريدة وتم وضعه في حضانة الأطفال لفترة تجاوزت ثلاثين يوماً وكانت حالته تسوء يوماً بعد آخر، وعند مناقشة الأطباء حول هذه الحالة يقولون بأنهم لا يعرفون كيف يتعاملون معها!! حيث لا يوجد طبيب كلى أو مسالك بولية وأن الأطفال في مثل حالته إذا لم يكن لديهم (واسطة) فإنهم يموتون!! وقال عندما ناقشت إحدى الطبيبات أوضحت لي بأن الوضع مأساوي وعندما خاطبت إدارة المستشفى مطالباً بوجود حل لهذه الكارثة أفادوا بأنه لا يوجد لك غير (الواسطة) فقمت بارسال تقارير طفلي إلى مستشفيات الرياض وزادت دهشتي ومعاناتي بأن المستشفيات أفادت بعدم وجود سرير شاغر أي علي الانتظار إلى أن يموت الطفل أمام ناظري!! وقد استعنت بأحد الأقارب ممن له نفوذ وجاه وبالفعل جاءني ومن الغد الأمر بنقله إلى مدينة الملك فهد الطبية بغرفة خاصة وتم استقباله بشكل رائع وعند فحصه مباشرة غضب الطبيب وسألني متضايقاً: لماذا تأخرتم عليه فقد أتلف هذا التأخير أنسجة الكلى بسبب الارتجاع وتم نقله مباشرة لمستشفى الملك خالد الجامعي وعمل له منظار وكان السبب وراء كل ذلك لحمية لا تستغرق إزالتها عدة دقائق!! وبعد الإزالة أًصبح بالامكان التبول الطبيعي لكن وللأسف طول فترة الارتجاع أدى إلى تلف كبير في أنسجة الكلى وحدوث توسعات شديدة في الحالبين وقد بدأت أعاني من كثرة التردد لمستشفيات الرياض واستنفذت رصيدي من الإجازات وفي فترات حرجة نقوم بنقله لمستشفى الولادة والإطفال ببريدة ونحن الذين نبلغم فيما يفعلون وكأننا نحن الأطباء!! لقد تألمت جداً لمعاناة هذا القريب وطفله وأعتقد بأن هناك من هو أشد معاناة وأقصد من ليس لديهم (واسطة) وهنا أضع الموضوع برمته بين أنظار معالي وزير الصحة فليس لدي أي تعليق.