كل عام وانتم بخير، وكل عيد وانتم اسعد، وكل عيد وانتم إلى الله اقرب، وكل عيد والحب يرفرف عليكم والتفاؤل يحيطكم، كل عيد وانتم أكبر ابتسامة وارق قلبا، كل عيد أحبتي وانتم اسعد واسعد.. وأسعد. اليوم قد يكون أول أيام العيد المبارك وقد تكون بيننا وبين العيد ساعات.. والمؤكد أننا في كلا الحالتين نعيش أفراح العيد استهلالا أو حضورا.. في العيد عادة تتسع ابتسامة الإنسان، وأيضا في العيد تعود بالإنسان ذكرياته إلى الأمس ويستعيد حالات الحب التي عاشها مع أسرته أو أصدقائه أو جيرانه. في العيد يحتفل المسلم بفرحة الإفطار، وفي العيد يفرح الصغار دون أن يدركوا الأسباب ولكنها مناسبة تتناثر فيها أمطار الفرح.. بين فستان ليست له نكهة سوى أنه فستان للعيد فلم يعد الجديد ابتكارا خاصا بالعيد.. وفرحة طفل بإطلاق صواريخ وألعاب نارية يسمع من والديه أنها ممنوعة في الصباح وفي المساء يأخذه والده أو والدته مع السائق لشراء تلك الألعاب ليستمتع بها، وفي الوقت نفسه تصاحبه نصائح وتحذيرات من مخاطرها.. ربما ذلك الجزء البريء من خصوصيتنا السعودية.. في العيد لابد كأسرة سعودية كبيرة أن نتذكر بكل الحب شهداء الوطن وأن نتوجه لأسرهم بكل باقات الحب والتقدير لنقول لهم كل عيد وأنتم أسعد وكل عام وأنتم أكثر فخرا بما قدمتموه للوطن ولأبناء الوطن وأمن الوطن. العيد مناسبة جميلة ليكتشف كل واحد فينا مساحات الحب داخله؛ تلك المساحات الخضراء المزهرة وتلك المساحات الصفراء اليابسة التي تاهت خطاها وضاعت ينابيع سقياها في خضم ماديات الحياة وسيطرة القيم الاقتصادية على جل علاقاتنا الإنسانية. العيد مناسبة نستعيد فيها إنسانيتنا لنشارك في رسم ابتسامة طفل وفرحة شيخ وعجوز لنشارك في فرحة شاب وشابة يستحقون كل حبنا وكل ثقتنا فيهم وفي نقائهم وطهرهم. العيد مناسبة نستعيد فيها فرحة تاهت في مسارات أيامنا وتفاصيل غابت في الكثير منها أفراح نستحقها وتستحقنا ولكننا اعتدنا أن نؤجل أشياء كثيرة منها الفرح رغم أن شمس الفرح حين تشرق ولا تجد سماء الاحتفال بها مستعدة لها ولاحتضان دفئها تغيب بسرعة قد لا نستطيع معها استعادتها. في العيد تولد أفراح وتغيب أفراح؛ ولكنه يبقى ينبوع أفراح متدفقا تنسكب مياهه في قلوبنا فتزهر شفاهنا بابتسامة نتواصل فيها مع كل مباهج الحياة وأكثر من ذلك مع أحبتنا.