يضم 50 ألف مخطوطة تحوي 8 ملايين صفحة في 63 فرعاً في شتى المعرف الإسلامية أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن حفظ التراث العلمي الإسلامي ونشره لجميع المهتمين من كافة أنحاء العالم يمثل تواصلا حضاريا وثقافيا يتيح للجميع الإطلاع على سماحة الدين الإسلامي وعلى الحضارة الإسلامية التي قامت على العلم والعلماء، وأنه بالعلم - أيضا- يمكن أن تستعيد الأمة العربية والإسلامية دورها الحضاري والإنساني العالمي.. معبرا سموه عن سعادته بانجاز هذا العمل، ومؤكداً أن هذا المشروع هو مساهمة بسيطة منا في تخليد العلم والعلماء وحفظ تراث الأزهر الشريف الذي كان وما يزال منارة للعلم وقبلة للمتعلمين ومرجعا للمسلمين في كافة أنحاء العالم. جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عن حاكم دبي معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء خلال الحفل الذي نظمه الأزهر بمناسبة انجاز مشروع محمد بن راشد آل مكتوم لحفظ مخطوطات الأزهر ونشرها على الإنترنت.. وقد تسلمت مشيخة الأزهر المشروع، والذي يتضمن توثيق وحفظ مخطوطات الأزهر التي يصل عددها إلى 50 ألف مخطوطة تضم أكثر من 8 ملايين صفحة تغطي 63 فرعا في شتى العلوم والفنون يرجع بعضها القرون الأولى في الإسلام.. إذ لا يقتصر المشروع على أرشفة المخطوطات، بل يتضمن تخزين أكثر من 125 ألف مرجع آخر وتوفيرها إلكترونياً عبر الموقع، بالإضافة إلى إنشاء شبكة اتصالات داخلية للربط بين المعاهد الأزهرية الرئيسة. ومن ناحيته أشاد الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصري بهذا المشروع وأكد في كلمته على ما يمثله هذا المشروع من إضافة قيمة للأزهر الشريف وللكنوز الثقافية والإسلامية التي يحويها .... وما يمثله المشروع أيضا من عمق ثقافي في التعاون بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة .. وبهذه المناسبة قال شيخ الجامع الأزهر الشيخ الدكتور أحمد الطيب: نحمد الله على هذا الإنجاز الضخم ونتقدم بجزيل الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على إطلاقه وتمويله لهذا المشروع، الذي نعتبره بمثابة هدية غالية للأمة الإسلامية في هذه الليالي المباركات، حيث سيوفر المشروع التقني المتطور القدرة للأزهر للوصول إلى أكبر عدد ممكن من طلبة العلم والباحثين والدارسين الراغبين في الاستفادة من مراجع الأزهر في أي مكان في العالم، حيث إن المعاهد الأزهرية وحدها يصل عددها لأكثر من 9000 معهد تضم أكثر من نصف مليون طالب حول العالم. شيخ الأزهر: هدية قيمة لحفظ تراث الأمة الإسلامية وللباحثين فيه والتعريف به عالمياً وذكر محمد عبدالله القرقاوي، أن فكرة المشروع جاءت خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للأزهر الشريف قبل عشر سنوات وإطلاعه على المخطوطات وأمهات الكتب المحفوظة في الأرشيف، حيث دفعه ذلك للبحث مع إمام الأزهر حينها في كيفية إتاحة الفرصة أمام جميع المسلمين للاستفادة من هذا الإرث الفكري الإسلامي القيّم والكبير خدمة لطلاب العلم والعلماء وجميع المهتمين. وأضاف القرقاوي بأن هذا المشروع هو محطة متميزة في العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات وبين جمهورية مصر العربية، والتي تفتح أبوابا كثيرة من العمل المشترك في كافة المجالات وتدعونا إلى الاستفادة من المقدرات والإمكانيات الموجودة لدى الدولتين، مشيراً إلى أن التعاون العلمي والثقافي بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية ليس وليد اللحظة وإنما يرجع للأيام الأولى منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. وأطلقت جامعة الأزهر، أول جامعة في العالم، خلال الحفل مكتبتها الإلكترونية التي تحفظ أمهات الكتب ومراجع علمية قيمة عبر موقعها على الانترنت www.alazharlibrary.gov.eg فاتحة بذلك ذراعيها للباحثين وطلبة العلم في العالم أجمع لتصفح قرون من الإنتاج العلمي والفكري الإسلامي، حيث تضم مكتبة الأزهر أكثر من 50 ألف مخطوطة تضم 8 ملايين صفحة بالإضافة إلى 125 ألف مطبوعة. وقد انطلق العمل بمشروع حفظ وأرشفة مخطوطات الأزهر ونشرها عبر الإنترنت بمكرمة من صاحب السمو الشيخ محمد آل مكتوم، بهدف الحفاظ على كنوز الثقافة الإسلامية والإرث العلمي لجامعة الأزهر باستخدام أحدث التقنيات المتطورة، بما يسمح بالاحتفاظ بمحتوى تلك المخطوطات النادرة والقيمة لقرون مقبلة من دون تلف، كما يهدف المشروع، الذي شمل وضع مكتبة الأزهر الشريف على شبكة الإنترنت، توفير تلك المادة العلمية، التي لا تقدر بثمن، إلى أكبر شريحة ممكنة من المتخصصين والباحثين في الدراسات الإسلامية وجعلها متاحة أمام أكبر عدد حول العالم. وقد أولى القائمون على تنفيذ المشروع اهتماماً بالغاً بمعايير أمن المعلومات والمحافظة على خصوصية الوثائق وحقوق الأزهر.. ولضمان أعلى المعايير العالمية في حفظ الوثائق والأرشفة والتبويب قد تم التعاقد مع شركة IBM لإنجاز البنية التقنية للمشروع وتوفير أحدث التجهيزات والتقنيات المتطورة. ووقع الاختيار على IBM نظراً لخبرتها في هذا المجال وعملها على مشاريع كبرى مشابهة حول العالم مثل مشروع أرشيف الفاتيكان ومكتبة الكونجرس.. كما أن المشروع لا يقتصر على أرشفة المخطوطات، بل يتضمن تخزين أكثر من 125 ألف مرجع آخر وتوفيرها إلكترونياً عبر الموقع، بالإضافة إلى إنشاء شبكة اتصالات داخلية للربط بين المعاهد الأزهرية الرئيسة.