شاهدنا وشاهد العالم الإسلامي والعالم بأسره الانجاز المشرف والعظيم والخطوة الرائدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بوضعه حجر الأساس لأكبر توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين بمكةالمكرمة يوم الجمعة 19/9/1432ه حيث دشن - رعاه الله - عدداً من المشاريع التطويرية بالمشاعر المقدسة وأعلن بدء توقيت مكة العالمي. وأعرب أيده الله: «هذا من فضل الرب عز وجل، وهذا ما لنا فيه كرم، الكرم للرب عز وجل ثم للشعب السعودي الصادق الأبي والمسلمين قاطبة، هذا للمسلمين قاطبة» وتعد التوسعة الشمالية من المسجد الحرام التي ستتم وفق أحدث وأرقى النظم الكهربائية والميكانيكية لمباني التوسعة والساحات المحيطة بها والجسور المعدة لتفريغ الحشود ترتبط بمصاطب متدرجة وتلبي التوسعة جميع الاحتياجات والتجهيزات والخدمات الأساسية مثل الأنظمة الحديثة للتخلص من النفايات وأنظمة المراقبة الأمنية ونوافير شرب الماء. وترفع الطاقة الاستيعابية بعد اكتمالها أكثر من مليون ومائتي ألف مصل تقريباً ويتم العمل فيها على تظليل الساحات الشمالية وترتبط بالتوسعة السعودية الأولى والمسعى من خلال جسور متعددة لايجاد التواصل الحركي المأمون للحشود، وستؤمن منظومة متكاملة من عناصر الحركة الرأسية حيث تشمل سلالم متحركة وثابتة ومصاعد روعي فيها أدق معايير الاستدامة من خلال توفير استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية وكذلك اعتماد أفضل أنظمة التكييف والإضاءة التي تراعي ذلك، الأمر الذي سيرفع طاقة المسجد الحرام الاستيعابية من أربعة وأربعين ألف ساع في الساعة إلى مائة وثمانية عشر ألف ساع في الساعة ما يسهل على الحجاج والمعتمرين إكمال مناسكهم. وفقاً لما صرح به المسؤولون عن التوسعة المباركة ويرتبط بهذه التوسعة دراسة توسعة المطاف والأمر بتكييف كامل المسجد الحرام التي نتوقع ظهور ثمار هذين المشروعين قريباً تسهيلاً وتيسيراً للمسلمين، ويأتي ذلك استكمالا لجهود قادة العالم الإسلامي الذين وضعوا بصماتهم بقوة في خدمة الحرمين الشريفين وتتويجاً فائق الفخامة متكامل المعالم مفخرة جديدة لمفاخر الدولة السعودية وقادتها الكرام الذين وضعوا بصماتهم بكل شموخ وفخر في خدمة الحرمين الشريفين حيث كيف لا وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أيده الله شاهدنا وسنشاهد تطوراً في التوسعة وما يتناسب معها من انجازات سابقة بعد مثل مشروع سقيا زمزم الذي وفر الماء بأسلوب تقني متطور وتوسعة المسعى، ومصنع مياه زمزم والسقيا للحرم المكي والإضافات والمباني والساحات، اضافة لما شيد في منى من انجاز غير مسبوق في عهده بتدشين جسر الجمرات الذي سهل الرمي وقطار المشاعر حيث يعتبر مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإعمار مكة مشروعا لم يسبق إليه أحد ولم ينفذ مثله في بلد، يعالج معظم الأحياء العشوائية ويجعل من مكة مدينة حضارية عصرية محتفظة بهويتها الإسلامية محاطة بطرق دائرية تتخللها شوارع رئيسية إشعاعية ترتبط بساحات الحرم بمحطات ووسائل نقل حديثة ذكية. ولم تكن مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بعيدة عن ذلك حيث أصدر أيده الله أوامره الكريمة القاضية بإنشاء هيئتين مستقلتين تتوليان تطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة يمثل حرصه - حفظه الله - على توازن الخدمات ويأتي انطلاقاً من اهتمامه بالمدينتين المقدستين، ويعكس بجلاء اهتمام ولاة الأمر حفظهم الله جميعاً منذ مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وأبنائه البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله وأحسن مثواهم جميعاً لما قدموا للإسلام والمسلمين. وقد سار خادم الحرمين الملك عبدالله رعاه الله في إثرهم وتوج عهده بما يناسبه من تطور وبهاء فاق تصور المتابع والمشاهد يدعمه في ذلك ويسانده ولي عهده سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني ووزير الداخلية - حفظهم الله - جعل الله ذلك في موازينهم وموازين الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل وجميع المسلمين الذين ساندوا بدعائهم وامتنانهم لهذا الانجاز التاريخي العظيم الذي يعد الأكبر في تاريخ الحرمين الشريفين. * سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البحرين