رعى وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري حفل مؤسسة الوقف السنوي بفندق ساعة مكة فيرمونت. بحضور رئيس مجلس أمناء مؤسسة الوقف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين، والمستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء وعضو مجلس أمناء المؤسسة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، وعدد من أصحاب الفضيلة والعلماء، ورجال الأعمال، وأعضاء مجلس أمناء المؤسسة. وفي بداية الحفل ألقى الدكتور محمد بن ناصر الكثيري مدير عام المؤسسة كلمة افتتاحية رحب فيها بالحاضرين وقال: إن العمل الخيري تبوأ مكانة مهمة حيث أصبح أداة لنشر الثقافة وتمرير القيم وذراعًا لتوسيع مناطق النفوذ على المستوى الدولي. ثم شاهد الحضور عرضًا مرئيًا تحدث عن تغير مراكز وأدوات القوة وفرض الهيمنة حيث ظهر ما يسمى بالقوة الناعمة وكيف حلت محل القوة العسكرية في تنفيذ المخططات الدولية وتمرير القيم والثقافات. واختتم العرض منوهًا بالعمل الخيري الإسلامي وأنه هو المرشح للاستمرارية والعطاء لانطلاقه من أسس أخلاقية راسخة وقيم سامية وتاريخ مشرق. ثم ألقى معالي الشيخ صالح الحصين كلمة ً قال فيها: إن الشعوب غير المسلمة سرعان ما تعتنق الإسلام رغم استعصائها على الحضارة الرومانية التي كان سلطانها على هذه الشعوب لعدة قرون، وعلى الإمبراطورية الفارسية التي كان لها سلطان يسعى إلى اتخاذها تحت دائرة دياناتهم المستهجنة والضعيفة التي تعتمد في أساسها على الوضع البشري الزائل، ومع ذلك لم تستطع أجندتها التغيير في الشعوب المستهدفة، ولم تستطع إقناعهم بثقافاتهم، فهذا لغز قد يكون أكثر جذبًا للنظر. وأضاف: يقبل أصحاب تلك الشعوب على اعتناق الإسلام من دون أي إغراء أو شروط كما تتخذه أو تعمل به المؤسسات الغربية. وأشار إلى أن الشعوب الأوروبية تعيش حالة ضعف الهوية وفقدانها، وأن المؤسسة رأت أن أفضل طريق لانتزاعهم من وحل الضياع القائم هو بعمل نماذج تعليمية للمسلمين تعرض منهج الإسلام الحقيقي النقي البسيط القريب من الفطرة المتسامح الوسطي المتوازن. ولفت الحصين إلى أن الهدف من وضع مقر الوقف في بلدان أوروبية مختلفة جاء من أجل الرغبة في نشر الدين الإسلامي بين أوساط تلك الشعوب في وقت يسير ووجيز حتى تتلافى العقبات أمام هذه المؤسسة ونشاطاتها وتكون دعوتها على مقربة. ومضى قائلا: من أعمال المؤسسة الخيرية إنتاجها للمناهج والنموذج التعليمي في المدارس، وقد لقي هذا الاتجاه الترحيب من قبل كثيرين في أوروبا، والأهم من ذلك جاء في خطه الرواد الأوائل لهذه المؤسسة وهو توطين هذا المنهج وتوطين هذه التوعية، والحمد لله نحن عليه سائرون ونسعد بوجود عدد كبير من السكان في مناطق أوروبا التي تعمل فيها المؤسسة هم بأنفسهم يقومون بالدور الذي تقوم به المؤسسة ومساندتها بشريا.