أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن واتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء لمرضاته سبحانه وتعالى داعيا فضيلته إلى الابتعاد عن الكسل والخذلان. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام لله ما أجمل هذا الشهر المبارك وما أروعه وما أعذبه له حلاوة كحلاوة الشهد وهو يكرر وله أنس وطمأنينة وسكينة تجعل من لامسها يتمنى أن لو كانت السنة كلها رمضان لقد مضت أيام من هذا الشهر كلمح البصر وتناقصت لياليه وكأنها أوراق الخريف وشهر رمضان عز لا يهزم أنصاره ومنهاج لا يظل ناهجه هو معدن الإيمان وينبوع العلم هو ربيع القلوب والدواء الذي ليس بعده داء يرفع الله به أقواما ويضع آخرين. وأوضح فضيلته أن شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن وهو خير فرصة سانحة لأن يعيش المؤمن هذه الأجواء ويبحر بفكره ولبه في أمثاله وعجائبه وقد جاء في القرآن ثلاثة وأربعون مثلا لا يتدبرها إلا من له عقل حي ولب يلمح (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) لقد ضرب الله لنا في القرآن أمثالا متنوعة لم تكن قاصرة على خلق دون آخر فقد ضرب الله سبحانه وتعالى أمثالا متنوعة في كتابه الكريم فضرب مثلا في الإنسان والنبات والحيوان فما أعظم هذه الأمثال وما تحتويه من عظة وعبرة مشيرا فضيلته أن من فقد الله فماذا عساه أن يجد ومن وجد الله فماذا عساه أن يفقد فقد ضرب الله لنا مثلا بالبعوضة الصغيرة التي لا نعير لها اهتماما (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا) مؤكدا فضيلته أن الله سبحانه وتعالى قد يجعل أسرارا عظيمة في أضعف مخلوقاته فسبحان الله فكيف بخلق السماوات والأرض فلا إله إلا الله آمنا بما أنزل واتبعنا الرسول فاللهم اكتبنا مع الشاهدين ولقد صدق الله لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وبين فضيلته أنه من أعظم علم القرآن علم أمثاله وذلك لما في الأمثال من تبكيت للخصم الشديد الخصومة وقمع لضراوة الجامح الآبي فإنها تؤثر في القلوب ما لا يؤثره وصف الشيء في نفسه فهل ندرك حقا قولا وعملا ما خلقنا الله من أجله وهل ندرك حقا عظمة الله وقدره حق قدره وهل نستشعر خضوع جميع المخلوقات له وحده سبحانه لا شريك له لقد أدركت البهائم ما خلقت له فهل ندرك نحن لماذا خلقنا كل الخلائق قدرت الله حق قدره إلا بني آدم وقد ذكر سبحانه أنه يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب ولم يقل والناس وإنما قال وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب إن الإنسان لظلوم كفار (وما قدروا الله حق قدره) فما أهون الخلق على الله وهو القائل (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة). وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم أن الله قد فرض صدقة الفطر على الذكر والأنثى والحر والعبد والصغير والكبير ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤديها قبل خروجه لصلاة العيد وكان الصحابة رضي الله عنهم يؤدونها قبل العيد بيوم أو يومين.