أوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه والتزود بذكر الله لتطرأ القلوب والالسنة وقال فضيلته في خطبة الجمعة يوم امس بالمسجد الحرام في غمرة الحياة المادية والمتع الحياتية وفي خضم ما منيت به الامة من متغيرات شغلت الناس عن المتابعات والتحليلات التغلغل في الحياة المطمئنة بالاضافة الى ما قذفت به الحضارة المزعومة والمدنية الزائفة من سموم اضرم نارها قنوات وشبكات تحرق الدين. وأشار فضيلته ان القلوب لن تصلح إلا بدوام ذكر الله لقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا}. وقال امام وخطيب المسجد الحرام ان ذكر الله دوماً وتدبر الفاظه ومعانيه هادي الارواح الى بلاد الافراح وهو العز الذي لا ينال بمال ولا سلطان والتوفيق المبلغ للكمال والانس والجلال. وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل «انا عند ظن عبدي بي وانا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم». لا إله إلا الله. ودعا فضيلته الى المحافظة على الاذكار فحينما يتصل الذكر مع القلب ويستقر في السويداء ويمتزج بالتوبة والانابة ويضحى مدداً لطهرة النفس وصفاء الروح وزكاتها فلا يجوز حين اذ ان ندرك نور البصيرة يتألق على فعال الذاكر في أي سبيل او اتجاه. وحذر فضيلته من رفع الصوت بالذكر لقول العلامة ابن تيمية رحمه الله ويستحب لمن ذكر الله عز وجل خفض الصوت بالذكر لقوله تعالى {واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة}. أما ما يفعله بعضهم والكلام لشيخ الاسلام في ذكرهم المبتدع من الزعيق والصياح والتمايل فليس من هدي النبوة من شيء. وأكد فضيلته ان افضل الذكر فائدة وأكثره نوراً وهداً كلام رب البرية قوله تعالى {وهذا ذكر مبارك أنزلناه} وقوله{ ان هو إلا ذكر وقرآن مبين} كيف وقد أنار القرآن ظلمات الدنيا بنوره الوهاج وان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وانه ليعلوا ولا يعلى عليه وخير جليس لا يمل حديثه وهذا القرآن الكريم عظمة وجمالاً ومكانة وجلالاً ومنزلة وكمالاً ومع ذلك كله ومكانته عند اهل الملة المحمدية والشرائع السماوية من وجوب تعظيمه وتبجيله وتقديسه وتكريمه فإن مما نكأ الجراح وآثار صيحة ملتاع تشق اثر الفضاء منددة ومستنكرة ومشنعة ذلك الفعل الهزيل الباغي الذي امتد الى تدنيس اقدس مقدساتنا واشرف مشرفاتنا قرآننا مناط عزنا وفخرنا واستطال على القرآن الكريم كتاب ربنا ودستور حياتنا مما اجج مشاعر المسلمين واثار كوامنهم والهب حفيظتهم في كل ارجاء المعمورة حرقة واساً على اقدس مقدساتهم ونبراس حياتهم وسر وجودهم. وقال امام وخطيب المسجد الحرام اننا من هذا المنبر وهذا الحرم الاطهر باسم مليار مسلم يدينون بهذا القرآن العظيم نطالب في حالة ثبوت ذلك بسرعة التحقيق العاجل مع الجناة الآثمة في هذه الجريمة النكراء وانزال أشد العقوبات الرادعة لهم لهذا الصنيع الشنيع الغدار. واحتراماً لمشاعر المسلمين في العالم وصوناً للقيم الاخلاقية والحضارية في المجتمعات وتحقيقاً لمعاني العدل والسلام في جميع اقطار المعمورة. كما نطالب بسرعة الاعتذار للمسلمين في كل مكان من اجل حل عقد الغضب المتأججة واطفاء موجات الغليان المتنامية وردم الهوة التي تحدثها مثل هذه الافعال فتيل الفجوة والكراهية بين الشعوب وتفتح ابواب العنف على مصارعها في حمقات من الصراعات تتوارثها الاجيال جيلاً بعد جيل ولا تولد إلا الصدام بين الحضارات مما سيظل محفوراً في ذاكرة التاريخ. وأكد امام وخطيب المسجد الحرام ان دولة القرآن شرعة ومتنزلاً للحرمين الشريفين ليحمد لها موقفها الريادي ازاء هذا الحادث الجلل وما ذاك بدعاً في نسيجها الرباني زادها الله خيراً وثباتاً وتوفيقاً وذاك الموقف المشرف التي انبرت له المؤسسات والهيئات الاسلامية فلله درهم وبوركت مواقفهم. وقال ان هذا الاستنكار العاصف والتنديد القوي لا لستجداء الحمية ولا لاثارة الغضب ولا لتأجيج العاطفة فحسب بل للمها وترشيدها وتأصيلها بالتأصيلات الشرعية وبالضوابط والآداب المرعية. وأثار فضيلته بأن الله حافظ دينه وناصر كتابه لقوله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. مؤكداً ان هذا العمل لن يزيد القرآن إلا رفعة والمسلمين إلا تمسكاً به والله متم به ولو كره الكافرون. من جانبه قال خطيب وامام المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة أمس أن من حق القران علينا نحن المسلمين المنافحة عنه وعدم السكوت على من يتهجم على القرآن أو يستهزئ به.. وأضاف «ان المسلمين آلمهم خبر وقوع تدنيس لآيات المصحف الشريف وهذا عمل مشين واساءة لجميع المسلمين وامتهان لكتاب الله العزيز كما أنه يلهب مشاعر الغضب لدى المسلمين وفيه مخالفة للقيم الاخلاقية وايقاد لنزعات التطرف وتأجيج مشاعر الكراهية». وطالب فضيلة الشيخ الثبيتي بالتحقيق في هذه السلوكيات المشينة وانزال العقوبات الرادعة بكل من ارتكب هذه الجريمة النكراء مع الاعتذار للمسلمين لان هذا العمل من أشد الموبقات جرما.