المساجد والجوامع بيوت الله وأحب البقاع إليه، فيها يُرفع ما تشتهي سماعه آذان المؤمن المُخلص في عبادته لله رب العالمين بداخلها، تجد أماً ولدت روحانية عظيمة مشهد الشبل وهو يقرأ القرآن الكريم مُشغلاً حيز ما بين الآذان والإقامة، تجد طاعنًا في السن يستغفر ربه بصوت منخفض جدًا، تجد أطفالاً يركضون هنا وهناك بشعور الفرح يطلقونه ويعبرون عنه، تجد كل هذه وأكثر مِن خشوع وعموم الصمت أرجاء المكان خصوصًا وقت الخطبة في الجامع يوم الجمعة، عند خروجك من تلك الأماكن قد تجد مَنْ يطلبك وهو باسط يديه وهيئته تثير الشفقة لدى القلوب القابلة للرحمة، بشّرهم بالجنة أولئك الذين لا يملون من الصلاة ويشتاقون إليها دومًا، قلوبهم مُعلقة ببيوت الله. جزى الله خيرًا من قدم نفسه خدمة لبيت الله وخسر كثير من الوقت والمال خسر لكي يربح هكذا تكون المعادلة المؤدية إلى الجنة بإذن الله، الصلاة روح الحياة بها يسعد الإنسان وينشرح صدره، بمنتهى البساطة لكي تحافظ على وقتك حافظ على صلاتك، بالنسبة إلي بعد الفراغ من الصلاة أشعر بنفسية مُختلفة، صلاتي هي حياتي وسر سعادتي، أحب أن أسمع إلى تلك الأصوات الجميلة لأنها تُشكّل عاملا كبيرا للخشوع في صلاتي. لكن ما يدعوني إلى طبق من الحزن هو الشكل الخارجي لبعض المصلين في المسجد، يزعجني، وفي نفس اللحظة يغضب بعضهم، الذهاب إلى الصلاة بأي حلة، أو أي لباس، ولا داعي النظر إلى جوانب مُهمة جدا وهي النظافة الجسدية والقلبية والخارجية، أجد أحيانًا برشلونة وريال مدريد في مسجدنا، أندية أوروبا ومنتخباتها يعشقها نسبة كبيرة من الصغار والكبار نظرًا لما تقدم، حاضرة بلا منازع في مكان طاهر لا يستحقها، المشكلة أن أولياء الأمور يسمحون لأبنائهم الصلاة بلباس رياضي أو بدلة تحمل رسومات ونصوصا مثيرة للجدل، بعضها تجرح وتشتم في ديننا الإسلامي، الشباب بمختلف أعمارهم ومراحلهم، بحاجة إلى توعية تبدأ نقطة إنطلاقها والإعانة الأكبر من المنزل، وعلى الدعاة ألا يغفلوا عن هذا الموضوع خصوصا لعلي أرى كثيرا من المحاضرات والكلمات القصيرة، ولنرى الملصقات بهدف الإرشاد إلى الصواب ولعلهم يغيرون من أنفسهم ليغير الله ما بهم. أنت تواجه ربك كل يوم خمس مرات على الأقل، كيف ستواجهه؟ بأي قلب وضمير؟ وأي نظافة؟ وأي ملبس؟، يا أخي إذا تلقيت دعوة مِن ملك في الأرض بطبيعة الحال ومن دون أن تقول لي سترتدي أغلى ثيابك وأفخم ما لديك تستعمله، كل حرصك على وقت المقابلة، تعطر أنفاسك وملبسك ثم تذهب بقلب ينبض اشتياقًا، لماذا لا تفعل هذا مع ملك الملوك؟. حافظوا على قلوبكم من التيه، فكروا قبل أن تتصرفوا، كلنا في حاجة إلى تقويم وأفضله البداية المبكرة أي النشأة على الذهاب بما يرضي الله، أما الكبار مثل ما ذكرت سلفًا يفتقدون حسّ التوعية وإلقاء النصائح بطريقة لينة مهذبة بعيدة عن التغطرس لكي يتقبل المنصوح ابتسموا حين دخولكم بيت الله، وجربوا البكاء في الصلاة حتى لا تنضموا إلى قافلة المساكين، جميع البشر لا يضمنون حياتهم ولو لدقيقة قادمة، أيها القارئ العزيز طرحت مشكلة وألقيت حلول، يجب أن نتعاون بهدف توعية الصغير والكبير بمخالفاتهم، وما وقع في السابق يغفره الرحيم.