** تحتفل الأمة الإسلامية .. مساء الليلة "بختم القرآن" فيتردد أصداء "الإيمان" في كل الأرجاء.. ويهتز الوجدان المسلم.. ** تلك هي الحقيقة.. ** وذلك إحساس ربما يشعر به الإنسان المسلم في هذه البلاد أكثر من أي مكان آخر في هذا العالم.. ** بل إن كثيراً من دول العالم الإسلامي.. قد لا تتنبه أصلاً إلى ذلك.. وقد لا تشعر به.. تماماً كما مرت بها عدة مناسبات دينية أخرى خلال شهر رمضان الذي مازال يظللنا.. ونشعر بروحانيته في بلدنا.. ونُحس به داخل صدورنا.. ومشاعرنا.. وأحاسيسنا والحمد لله.. ** ومن تلك المناسبات العظيمة التي وقعت في هذا الشهر الكريم "غزوة بدر الكبرى" في السابع عشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة.. و"غزوة بني المصطلق" في السنة الخامسة منها.. و"فتح مكة" في العشرين من شهر رمضان من السنة الثامنة.. ** ليس هذا فحسب.. من أحداث وقعت في بدايات قيام الدولة الإسلامية الكبرى.. على أسس إيمانية وحضارية وإنسانية عظيمة.. وإنما هناك أحداث تاريخية أخرى وقعت أيضاً.. نذكر منها فتح الأندلس في السنة الثانية بعد التسعين من الهجرة.. وفتح عمورية في السادس من شهر رمضان من السنة الثالثة والعشرين بعد المئتين التي وقعت بين المسلمين والروم.. ومعركة "عين جالوت" التي حدثت في الرابع والعشرين من شهر رمضان من سنة (658) للهجرة.. وفتح أنطاكية على يد السلطان "الظاهر بيبرس" سنة (666) هجرية.. وأخيراً حرب العاشر من رمضان من عام 1973م التي انتصر فيها المصريون والسوريون والعرب جميعاً على إسرائيل.. ** هذه الوقائع والأحداث.. ألا تجعلنا نثق بقدرتنا كأمة ؟! ** ألا تدفعنا إلى المزيد من التحسس لمصادر القوة فينا ؟ ** ألا تجعلنا أكثر تطلعاً إلى المستقبل الأفضل وليس إلى الشعور بالإحباط .. والانكسار .. والخنوع ؟! ** إن هذه الأحداث الخطرة التي نعيشها ونحياها.. لا تبشر بخير كثير بالرغم من مصادر القوة التي تملكها هذه الأمة .. والسبب في كل هذا هو .. أننا لا نعرف تاريخنا جيداً.. ولا نستمد منه تطلعاتنا إلى الغد الأفضل.. وأننا نبحث فقط عن السلبيات التي تباعد بيننا وبين التفاؤل.. والأمل.. والعمل من أجل المستقبل.. ** لأننا نعاني من خطأ الفهم لعقيدتنا.. ونتصرف بعيداً عن ثوابتها الأساسية الكبرى.. فإننا نحس بشيء من الذعر عند اتصالنا بفكر العالم وحضارته ومعطياته.. بدلاً من أن نُحس بأننا نملك كل مفاتيح المستقبل وأدواته ومعطياته.. وتلك مشكلة نفسية خطيرة.. قد نحتاج فيها إلى دراسات متعمقة.. تنتشلُنا من هذا الوضع .. وتدفع بنا إلى الصفوف الأولى.. من تقدم الإنسانية في هذا العصر.. *** ضمير مستتر ** (لدينا القدرة على أن نكون أمة صانعة للمستقبل الأفضل.. لكن القدرة شيء.. والعمل على استخراج الطاقات المدفونة في الأعماق يظل شيئاً آخر).