اكد تقرير خطير لمنظمة الاغذية والزراعة العالمية (الفاو) ان المجاعة في الصومال فاقت كل التصورات حيث لقي 29الف طفل حتفهم في 3 اشهر فقط من شهر ابريل حتى بداية يوليو. وقال التقرير إن المجتمعات الفقيرة في الصومال هي مجتمعات رعوية في الأساس وقد تأثرت بواحدة من أسوأ المجاعات في التاريخ الحديث، فالنساء والأطفال يموتون بصفة يومية من جراء الجوع والأمراض. واشار التقرير - حصلت "الرياض" على نسخة منه - الى ان عدد الذين يحتاجون المعونة الطارئة من6.3 ملايين إنسان فى بداية عام 2011 قد ارتفع الى 12 مليونا فى يوليو 2011 اى أن العدد قد تضاعف تقريباً، في جيبوتي (120000) وفى إثيوبيا (4،5 ملايين) وفى كينيا (3،5 ملايين) وفي الصومال (2،85 مليون) وفي أوغندا (815000). وبالإضافة الى ذلك فقد بلغت أعداد اللاجئين الصوماليين في المخيمات في كل من كينيا وإثيوبيا مستويات مزعجة. وقد تحول التدفق الثابت للاجئين الصوماليين الى هجرة جماعية بمعدل حوالي 1400 فرد يومياً بحثاً عن الملجأ في شمال شرق كينيا. واشار الدكتور سعد العتيبي- مساعد المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة العالمية (الفاو) والممثل الاقليمى لدول الشرق الأدنى، الى الاجتماع الطارىء الذي تم انعقاده في 29 يوليو حول الأزمة الغذائية والإنسانية في القرن الافريقي في المقر الرئيسي لمنظمة الفاو بروما بناء على طلب من الرئاسة الفرنسية لمجموعة العشرين، حيث رحبت خلاله كل من منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي بالتعبئة المتواصلة للمجتمع الدولي استجابةً للموقف. وعلاوة على الاستجابة الطارئة، فقد أصبح من الضروري أن توضع على الأرض حلول طويلة المدى لضمان الأمن الغذائي في القرن الافريقي اضافة الى الاستجابة الطارئة. حيث أنه لن يكون هناك حل مستدام للأزمة دون أن تكون هناك المقاييس التي تمكن بلدان الإقليم من الاكتفاء ذاتياً من الغذاء وأن تنمي المحاصيل المنتجة للغذاء وأن تدعم الرعي والرعاة، وكذلك إعادة الاستثمار في الزراعة وزيادة الثروة الحيوانية على نطاق واسع في الإقليم. كما أوصى الاجتماع بالدعم المتواصل لبرنامج التنمية الزراعية الافريقية الشاملة (CAADP) الذي يرعاه الاتحاد الأفريقي، والذي يطمح إلى تحقيق استثمار أكبر في دعم أوجه مقاومة سبل المعيشة في المناطق المعرضة لموجات الجفاف. وقد أوضح الدكتور سعد العتيبي قائلا: " مما لا شك فيه ان المساعدات الانية " قصيرة المدى" هامة لانقاذ ارواح ملايين من سكان هذه المنطقة، ولكن الأهم هو ايجاد حل دائم لهذه الكارثة الانسانية المتكررة.خاصة أن المزراعين الذين ينتجون الأغذية ومربي الحيوانات بحاجة فورية إلى الدعم للحيلولة دون تفاقم الأزمة." وأكد التقرير على ان الازمة في منطقة القرن الافريقي ليست مجرد أزمة راهنة سوف تزول مع الوقت ومع مزيد من المساعدات الانية، بل هي أزمة مزمنة تمثل تحديا كبيرا للمجتمعات الرعوية والزراعية بالمنطقة. كما اشار الى أن منظمة الفاو كانت قد حذرت من خلال العديد من التقارير و الابحاث من سوء التغذية الحاد الذي استشرى على نطاق واسع عبر بلدان القرن الافريقي. ولمواجهة هذا فقد قامت الفاو – ومازالت تمضي- بدعم السكان والحكومات المحلية لتأهيل البنية التحتية الزراعية. كذلك تقوم الفاو بتوفير بذور محسنة مقاومة للجفاف، أسمدة، أدوية بيطرية، في سبيل حل الأزمة بشكل دائم وفعال فى ذات الوقت. واشاد العتيبي بحملات جمع التبرعات في معظم البلدان الاسلامية بما فيها مصر وتركيا والبحرين. مشيدا بدور المملكة العربية السعودية الكبير في دعم الشعب الصومالي حيث خصصت مبلغ 50 مليون دولار لشراء مواد غذائية للاجئين الصومالين تقدم عن طريق برنامج الغذاء العالمي اضافة الى 10 ملايين دولار لتأمين الادوية واللقاحات بالتنسيق مع وزراة الصحة في المملكة السعودية ومنظمة الصحة العالمية. إضافة الى حملة التبرعات الوطنية التي أوصى بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اعتبارا من يوم الاثنين الموافق 22 رمضان، 22 أغسطس، لتقديم التبرعات من المواطنين والمقيمين في المملكة للتخفيف من معاناة المجاعة في الصومال ، وهي الحملة التي سيكون لها أثر كبير وفعال بعون الله مشيرا الى ان الشعب السعودي معروف عنه المواقف الطيبة تجاه اخوانه في كل بلدان العالم والى ان القيادة السعودية افتتحت حملة التبرع بمبلغ 35 مليون ريال ثم جاءت حصيلة تبرع الشعب بأكثر من 90 مليون ريال فيما يعد اكبر ترجمة لانسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله متمنيا ان تحذو كل الدول العربية والاسلامية بما قام به خادم الحرمين .