لقاؤنا هذا سيكون مختلفاً، وسيكون إن شاء الله أكثر فائدة، فهو يلقي الضوء وبشكل واضح وجلي على نظام لينكس، ويبين كثيرا من خصائصه ومزاياه وبرامجه، ولأن أغلب متابعي هذه الصفحة هم من المبتدئين أو من لم يسبق لهم تجربة هذا النظام أو المترددين والمتخوفين من خوض غمار هذه التجربة، فإننا قد اخترنا لكم التوزيعة الأكثر شعبية والأكثر سهولة، توزيعة أوبونتو لتكون موضوع حديثنا هذا. لماذا أوبونتو بالذات؟ لا شك أن لينكس بشكل عام قد أصبح أكثر سهولة من ذي قبل، بل أنه في كثير من استخداماته بات أسهل حتى من ويندوز، وهذه السهولة تزيد في أوبونتو عن بقية التوزيعات، لأنها أسهل نظام تشغيل من حيث التنصيب، فمع أداة ووبي Wubi يمكن تنصيب أوبونتو حتى من داخل ويندوز، وبخطوتين فقط أولاها لا تتجاوز تحديد اسم المستخدم وكلمة المرور ليقوم النظام بالتنصيب التلقائي حتى تنتهي العملية دون أن يطالب المستخدم بأي عمل سوى إعادة التشغيل عند نهاية التنصيب. ولم تتوقف هذه السهولة عند هذا الحد، بل زادت بأن أضافت أداة مركز برمجيات أوبونتو والتي توفر للمستخدم مكتبة من البرامج والتطبيقات والحزم التي يحتاجها مصنفة تصنيفاً موضوعياً، فكل ما على المستخدم البحث عن البرنامج أو التطبيق الذي يريده ثم ضغط زر تثبيت لتقوم الأداة بتنزيل البرنامج من الإنترنت وتنصيبه بشكل تلقائي دون إدخال المستخدم في أي عمل. كذلك تعريف الأجهزة في الغالب يتم بصورة تلقائية، ومن النادر جداً أن يطالب النظام المستخدم تعريف لقطعة في جهازه. وماذا عن البرامج؟ في نظام ويندوز – مثلاً – يقوم المستخدم بتنصيب برامجه وتطبيقاته الواحد تلو الآخر، لأنه ركب نظام تشغيل فقط، أما مع لينكس – وخصوصاً أوبونتو – فالأمر مختلف، فأنت تقوم بتنصيب توزيعة بكامل برامجها وتطبيقاتها وأدواتها، ولكل البرامج التي اعتادها المستخدم في ويندوز بدائل في عالم لينكس، فمن ناحية البرامج المكتبية هناك لايبر أوفيس (ويتضمن برنامجاً لمعالجة النصوص شبيه ببرنامج وورد، وبرنامجاً لإنشاء وإدارة الجداول الإلكترونية الممتدة مماثل لبرنامج إكسل، وهناك برنامج لإنشاء العروض التقديمية لا يختلف عن برنامج باوربوينت، كما يوجد من ضمن الحزمة برنامج لإدارة وإنشاء قواعد البيانات شبيه بأكسيس). وفي مجال الإنترنت هناك عدة برامج ومن أهمها متصفح الإنترنت الأكثر شهرة فايرفوكس، كما يمكن (وبضغطة زر) تركيب متصفحات أخرى مثل كروم وشقيقه كروميوم الذي صمم أصلاً لأنظمة لينكس، وكلا المتصفحين بني على شيفرة فايرفوكس لكن ظهر بهوية جديدة مختلفة، وهذه ميزة البرمجيات الحرة، التنوع بنكهات مختلفة والديمومة. كما يأتي مع التوزيعة برامج خدمية أخرى مثل برنامج التراسل الفوري إمباثي Empathy، ويدعم عدد كبير من المراسيل مثل مرسال MSN Messenger و Yahoo و AIM و Google Talk و ICQ ومحادثات الفيس وبوك .... وغيرها كثير. وبالطبع ليس هذا كل شيء، بل هناك العديد من الأدوات والألعاب تنزل بشكل آلي مع التوزيعة، إضافة إلى أنه – وكما أسلفنا – يمكن تنصيب أي برنامج من خلال أداة مركز برمجيات أوبونتو بكل يسر وسهولة. وماذا عن صعوبة لينكس؟ الحديث عن صعوبة لينكس مجرد مزاعم لا أصل لها، وفي بداية حديثنا أوضحنا بعض جوانب السهولة المتناهية في توزيعات لينكس عموماً وفي أوبونتو على وجه الخصوص، فليأتِ من يدعي صعوبة لينكس بأي نظام يتم تنصيبه من داخل نظام منافس وبخطوتين فقط!!. صحيح أن لينكس قبل ما يزيد عن العشر سنوات كان صعباً للغاية ويعتمد على سطر الأوامر، وهذا شأن أي نظام تشغيل في بداياته، فنحن كنا نستخدم نظام مايكروسوفت دوس وكله أوامر وليست هناك واجهات رسومية، حتى ظهر ويندوز 95 ، ثم تطور الأمر إلى ما نراه الآن، فالبدايات دائماً تحفظها المصاعب، لكن مع التفكير والتطوير تختلف الأمور. إن سطر الأوامر في لينكس لا يحتاجه المستخدم العادي إطلاقاً إلا في حالات نادرة جداً عند انهيار الواجهة الرسومية وعدم قدرتها على العمل، أما في الأحوال العادية كل شيء في النظام يتم بلمسة زر. الأمن والخصوصية في لينكس: من أكثر الأمور التي يفخر ويفاخر بها لينكس مستوى الأمان والخصوصية المرتفعتين، فالفيروسات شبه معدومة، وما ظهر منها عديم التأثير مع أنظمة لينكس بسبب طبيعة النظام وتطبيق قاعدة الصلاحيات، فلا يعمل الفيروس من دون صلاحية تنفيذ، والمستخدم لا يمكن أن يعطي الصلاحية لكائن يعرف أنه سيدمر نظامه، كما أن العمل (كمستخدم عادي) لا يمنح الشخص صلاحيات تنفيذ أوامر خطيرة، لذلك فالمستخدم العادي هو في دائرة الأمان، ولا يخشى أي مشكلة أو مخاطر، وإذا أراد أن ينفذ صلاحيات أعلى عليه أن يدخل بصفة المستخدم الجذر (مدير النظام)، وهذه من نقاط القوة في أنظمة لينكس (بشكل عام). والخصوصية كذلك تجعل لكل مستخدم كيان مستقل بكامل ملفاته ومستنداته، ويصعب اختراق هذا المجال إلا لمن يملك الصلاحية المطلقة. لينكس والشبكات: لينكس أبو الشبكات، وبالتالي فإن تعامله مع شبكة الإنترنت أو شبكات الإنترانت وبكفاءة عالية أمر بديهي، فبطاقات الشبكة السلكية أو اللاسلكية يتم التعرف عليها بشكل تلقائي دون الحاجة إلى عمل إعدادات، كما أن هناك أدوات يمكن إضافته لتحويل الجهاز إلى خادم ويب يمكن حتى للزائرين من التصفح فيه وكأنه موقع إلكتروني، وبذلك فإن إمكانية عمل استضافة محلية ممكنة جداً وبدرجة مقبولة إذا توفر الاتصال الجيد. لينكس الوسائط المتعددة: جرب تشغيل مقطع فيديو أو فيلم دي في دي على نظام لينكس وقارن بين ذلك وبين العرض في أنظمة التشغيل الأخرى، إضافة إلى أن مشغلات الوسائط في أنظمة لينكس مثل فيديو لان وطوطم وغيرها تدعم عددا كبيرا من الترميزات المعروفة وغير المعروفة، وبالتالي فإن تشغيل أي مقطع غالباً سينجح. برامجي على ويندوز: هناك برامج متخصصة لا يمكن للمستخدم الاستغناء عنها أو البدائل لها لا تقوم مقامها، هل هناك حل؟! بالتأكيد، فهناك منصات تشغيل افتراضية مثل Wine وهناك أدوات مساعدة تعتمد على الواين مثل PlayOnLinux تقوم بتشغيل أي برامج من برامج ويندوز على نظام لينكس، وأنا جربت ذلك بنفسي، بل أن دعمها للغة العربية ممتاز جداً. الدعم الفني: يحتج البعض بالخوف من نقص الدعم الفني لنظام لينكس، وهذه المخاوف لا أصل لها، فهناك دعم فني رسمي تقدمه الجهات المطورة للتوزيعات، فمثلاً توزيعة أوبونتو تقدم دعماً رسمياً مدفوع القيمة شأنها شأن الشركات التجارية لمن يرغب بالدفع، فيما هناك دعم فني مجتمعي يقدم من خلال المنتدى الرسمي لتوزيعة أوبونتو : "http://ubuntuforums.org كما أن هناك مواقع ومنتديات عربية تقدم الدعم المطلوب (مجاناً) مثل أوبونتو بالعربي : .wordpress.com» وأيضاً أوبونتو بالعربي : "http://ubuntuarabic.blogspot.com كذلك وعالم أوبونتو : http://ubuntuwd.com/vb وموقع الدعم العربي لأوبنتو : "http://arabicubuntusupport.wordpress.com وموقع مجتمع لينكس العربي : //www.linuxac.org/forum/forum.php وغيرها كثير .. وهذه عينة .. ولن تتوقف المسيرة عندها، فالمواقع التي تهتم بتوزيعات لينكس عموماً وبأوبونتو في تزايد مستمر. كلمة أخيرة: لينكس نظام حر، ويحترم الحريات، عندما تقوم بتنصيبه يضعه نفسه (ثانياً) بعد ويندوز، ولا يجبر المستخدم على اختياره، كما أنه لا يتعارض استخدامه مع الأنظمة الأخرى، وقبل هذا وذاك هو جاء من المجتمع لخدمة المجتمع، وبالتالي أقل ما يمكن أن نقدمه له هو إعطاؤه الفرصة ولو بجزء يسير من وقتنا، نستخدمه، نحاول أن نتعرف على خفاياه ومزاياه، وعلينا أن نخلص أنفسنا من عناء المقارنة بين البرامج، فالبرامج الحرة البديلة عن البرامج التجارية هي بدائل تؤدي نفس الغرض بأسلوب مقارب للبرامج المقابلة لها، وليست نسخة طبق الأصل منها، لذلك فإنها تتطلب بعض الوقت لمعرفة أسرارها واكتساب المهارة فيها. للتواصل أو الاستفسار المراسلة على بريد الصفحة : [email protected]"[email protected]