فجع الأهلاويون والرياضيون عامة يوم أمس "الأحد" بوفاة رئيس ناديهم الأسبق وعضو شرفه الأمير محمد العبدالله الفيصل بعد معاناة مرضية امتدت لأكثر من ثلاثة أشهر نقل على إثرها لأحد المستشفيات الخاصة في مدينة نيويوركالأمريكية، وانتقل لجوار ربه صباح أمس "الأحد". وأفاد عدد من المقربين والمرافقين مع الراحل في أمريكا بأن الفقيد عانى في الفترة الماضية كثيرا من الآلام في ظهره قبل ثلاثة أشهر تقريبا وانتقل على إثرها لأحد المستشفيات الخاصة في جدة التي أكد فيها الأطباء معاناته من خشونة في فقرات الظهر وتستوجب الراحة، إلا أن التقرير أو التشخيص الطبي كان خاطئا بعد أن استمرت معاناته ليتوجه بعدها بفترة وجيزة لأحد المستشفيات الخاصة في جدة وطلبوا منه فورا السفر للولايات المتحدةالأمريكية للعلاج، وأكدت الكشوفات والفحوصات الطبية ليبقى الراحل موجودا طوال الفترة الماضية على السرير الأبيض وسط تواجد جميع أبنائه الذين حرص على تواجدهم بجواره طوال الفترة التي قضاها بآخر أيامه، وكأنه يشعر بأن الموت اقترب منه، ويرغب أن يطمأن على أبنائه، وحين يتواجدون في الفندق يتفاجؤون باتصال يأتيهم من المستشفى يطلب فيه الطبيب بالتواجد الفوري بناء على طلب والدهم. رئيس الأهلي: الراحل كان جامعة رياضية وأدبية وفقدانه خسارة على المجتمع من ناحيته أكد رئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد أن الفقيد رحمه الله يعد جامعة رياضية وأدبية ورجلا قدم كثيرا من الإسهامات لوطنه على صعيد العمل الرسمي في الدولة والعمل الرياضي والمجالات الشعرية والأدبية، وهو ليس فقيد النادي الأهلي فقط بل فقيد الرياضة السعودية التي شهدت له لكونه أحد أبرز رجالاتها وداعميها وروادها الرياضيين. وتلقى الوسط الثقافي والرياضي والفني في السعودية صدمة كبيرة بوفاة الأمير محمد العبدالله الفيصل. عضو شرف النادي الأهلي أحمد حكيم الغامدي تكللم عن علاقته بالفقيد وقال: "عاصرت الفقيد 45 عاماً ولازمته فترات طويلة، كانت حافلة بالود والتقدير وحسن المعاملة، وهو الإنسان الذي يحظى بحب كل من عرفه ولا يضمر شراً لأحد، ويروي على لسان الفقيد مقولته: "صراحتي أغضبت الكثير مني"، ويستطرد حكيم في سرد ذكرياته مع الفقيد الذي يذكر له منجزاته في وزارة المعارف حين كان وكيلا للوزارة ودعمه للرياضة المدرسية التي شهدت في عهده الريادة نتيجة الدعم وتوفير الملابس والأدوات الرياضية والمهرجانات الرياضية التي كانت تقام في كل مناطق المملكة، والتي كانت محط أنظار الجميع لما يقدم فيها من عروض رياضية أبهرت الجميع، ولا ينسى حكيم التذكير ببطولة الصداقة الدولية التي كانت تهدف في المقام الأول لدعم السياحة في عسير باستقدام أفضل الفرق الرياضية بمشاركة كبرى الأندية المحلية التي شهدت إقبالاً كبيراً بجانب تنفيذ فعاليات ثقافية مصاحبة طوال أيام البطولة، إضافة إلى تخليد ذكرى والده الأمير عبدالله الفيصل. وتناول حكيم جانباً مهماً من شخصية الأمير محمد وهو تعلقه وانتماؤه لوطنه وتكريس هذا الحب في نفوس أبنائه يقول: "كان متابعاً من الطراز الأول لرياضة الوطن بأنواعها كافة داعماً ومسانداً القيادة الرياضية وأياديه بيضاء على كثير اللاعبين سائلاً الله أن يتولاه بواسع رحمته". وقال عضو شرف النادي الأهلي عبدالعزيز عبدالعال: "نفتقده كرمز وصديق قدم كثيرا لوطنه كأحد أعلام الرياضة والأدب والشعر صاحب التاريخ الحافل بالإنجازات وعاصرت الفقيد فترات طويلة لم أر منه إلا حسن التعامل وطيب الوفاء ونبل الأخلاق، وفي مثل هذه اللحظات يصعب استرجاع تلك الذكريات فمصابنا في الأمير محمد كبير ونسأل الله أن يبدله داراً خيراً من داره ويسكنه فسيح جناته إنه القادر على ذلك". أما الدكتور عضو شرف النادي الأهلي عبدالرزاق ابو داود أحد الذين عملوا مع الفقيد فيصفه بأنه مدرسة متفردة في الفكر الإداري الذي سبق عصره مستشهداً بكثير من إنجازات الفقيد في كل مراحل حياته العملية بداية بمشاريعه التطويرية في وزارة المعارف التي عرف الطلاب خلالها الوجبات الغذائية التي لم تعرف جميع دول المنطقة أو النشاط الرياضي المتميز، وأمتد فكره في الرياضة حين كان أحد رموز العصر الذهبي للنادي الأهلي، بعد والد الجميع رائد الرياضة الأول الأمير عبدالله الفيصل، وبمعية رفيق دربه الأمير خالد بن عبدالله، فقد كانت الريادة للأمير محمد في تأسيس أول مجلس شرفي في النادي الأهلي عام 1396 وبعدها أصبحت المجالس الشرفية في كل الأندية. ويشير ابو داود إلى امتداد ريادة الفقيد في استقطاب أكبر الأسماء العالمية في حينه وهو المدرب البرازيلي سانتانا لتدريب النادي الأهلي وما صاحب ذلك من سمعة عالمية للسعودية ورياضتها وينسب الدكتور عبدالرزاق الفضل للأمير محمد في إنشاء مبنى النادي الأهلي الحالي الذي يقع في منطقة حيوية ومتميزة حين كان يتابع مع الأمير فيصل بن فهد، يرحمهم الله جميعاً، المشروع وتواصل الفقيد مع الأمانة والشركة المنفذة وزياراته المتواصلة للموقع أثناء التنفيذ وتذليل كل الصعاب". ويذكر ابو داود للفقيد وقفاته ومساندته للاعبين ودعمه لهم مادياً ومعنوياً والسعي في الخير لهم حين أسهم في فتح بيوت كثيرة بتوفير وظائف لهم والوقوف معهم وقال: "إنه لا يرد طلباً لأحد يشارك الجميع أفراحهم وأتراحهم وفقده خسارة للجميع. رحيل الفقيد خسارة برحيل هذه الشخصية خسر الوسط الرياضي والأدبي والفني شخصية اجتماعية نادرة، خصوصا انه يحمل سيرة مميزة من خلال خدمته لبلاده في شتى المجالات والمواقع، وولد في مكةالمكرمة بتاريخ 3/12/1362ه الموافق 1/12/1943م وهو الابن الثاني لرائد الرياضة السعودية رئيس هيئة اعضاء شرف للنادي الأهلي الأمير عبدالله الفيصل - يرحمه الله، ودرس في المدارس النموذجية بالطائف حتى أكمل المرحلة المتوسطة والصف الأول الثانوي ثم غادر إلى سويسرا لإكمال دراسته الثانوية بمدرسة لومانيا في لوزان بسويسرا، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة فريبور في سويسرا، وحصل الراحل على عدد من المؤهلات الدراسية كانت أبرزها حصوله على درجة البكالوريوس في التجارة العليا عام 1967م، وعمل بعد ذلك محاسبا في مؤسسة النقد العربي السعودي عام 1387ه، ثم عمل مديرا لوحدة التنظيم والإدارة في وزارة المعارف عام 1392ه، ثم أصبح مديرا عامل للبعثات الخارجية والعلاقات الثقافية بوزارة المعارف، ثم مدير عام الشئون الإدارية والمالية في وزارة المعارف أيضا، ثم وكيلا مساعدا للشئون الإدارية والمالية بوزارة المعارف، بعد ذلك تولى رئيس شركة أسمنت القصيم، ثم تولى رئيس مجلس إدارة شركة الفيصلية القابضة، وتولى بعدها رئاسة مجلس إدارة مجموعة التكامل الدولية للاستثمار التجاري المحدودة. ويعد الراحل من مؤسسي مؤسسة الفكر العربي وعضو مجلس الأمناء، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل الخيرية. وساهم في إحداث أول مجلس لأعضاء الشرف بالنادي الأهلي ودعم مسيرة النادي منذ رعاية والده الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله - له عام 1369 1950م، وترأس مجلس إدارة النادي الأهلي عام 1401ه، وترأس مجلس أعضاء الشرف والفخريين حتى عام 1423ه، وأشرف على كرة القدم بالنادي الأهلي منذ عام 1416 1423ه، وترأس اللجنة المنظمة العليا لدورة الصداقة الدولية منذ إنشائها عام 1997م حتى عام 2004م، وله أربعة دواوين شعر "رسائل محبة وهمس القلوب ودروب الليالي والأخير". واختتم دواوينه الشعرية بالمجموعة الكاملة تحت اسم "آخر المشوار" ومجموعة قصائد تحت الطبع، وقد تغنى بكلماته العديد من الفنانين السعوديين والعرب، ويعتبر من رواد الشعر الغنائي السعودي، حيث قدم الأمير محمد العبدالله الفيصل طوال حياته مجهودات رائدة لخدمة وطنه في مجال العمل الرسمي في الدولة، وفي مجالات الرياضة والأدب والشعر وكان أحد أبرز من ساهموا في ريادة النادي الأهلي وحصاده للبطولات وأحد أبرز رواد الفكر الرياضي، وتطبيق العمل الاحترافي، وحظي النادي الأهلي في عهده بدعمه المادي والمعنوي وكان أحد أهم أعضاء الشرف المهتمين بدعم ورقي ناديهم ورئيسا للنادي ورائدا رياضيا يلفت الأنظار بأفكاره النيرة وخطواته الرياضية التي أضحت مجالا للتطبيق العملي وكان أول من طبق نظام الاحتراف في النادي الأهلي قبل تطبيقه رسميا واستطاع القيام بعمل تنظيمي وهيكلة إدارية داخل منظومة كرة القدم بالنادي، وللراحل قصائد شعرية ذائعة الصيت وعدة محاضرات في مجالات الشعر والأدب والرياضة.