تذكرت قصة حدثني بها أحد الاصدقاء عند انتقل مع عائلته من الريف إلى أحدى المدن الكبرى يقول فيها عندما تقدمت بطلب قبول لأخي في أحدى المدارس القريبة أفادني مدير المدرسة أن الاعداد مرتفعة في الفصل وهناك صعوبة بالغة في قبوله فرددت عليه بأن أخي من العشرة الأوائل في مدرسته الريفية عندها تحمس المدير بأنه سيقبل نابغة متفوقا في تحصيله العلمي إلى طلاب مدرسته، ما سيسهم في إذكاء روح المنافسة بين الطلاب لمزيد من التفوق والابداع، وفي نهاية العام الدراسي كانت نتيجة ذلك الطالب متواضعة جداً جداً، وعندما طلب المدير من صديقي تفسيراً لما حدث أكد له أن أخوه دائماً يحقق الترتيب السابع بين زملائه الذين لم يتجاوز عددهم سبعة طلاب، في الصف الواحد في مدرسته السابقة وبهذا فهو ضمن العشرة الأوائل على مستوى صفه، أقول إنني تذكرت تلك القصة عندما قرأت خبر نشرته "واس" يتضمن أن محطة الخطوط السعودية بمطار الملك خالد الدولي بالرياض حققت المركز الأول على المحطات الرئيسة ل "السعودية" في نسبة الانضباط التشغيلي خلال النصف الأول من العام الجاري بمعدل بلغ 89.52% . وهذا يعني أن المحطة التي تفتخر بها خطوطنا السعودية لم تحقق درجة الامتياز، درجة التفوق التي تنشدها ولم تصبح إحدى المحطات التي تمكنت من تحقيق هدف عام أساسي هو رضا عملائها حيث إن تقديم خدماتها ومنتجاتها لم تصل مرحلة إشباع حاجات ورغبات المسافر (المستفيد الخارجي) ولم تعط منسوبيها الإحساس بالفخر والاعتزاز ومن ثم الافتخار بمنجزاتها، إلا إذا كان مقياس التميز والرضا هو مقياس التفوق عند صديقي لإقناع مدير المدرسة بقبول أخيه في المدرسة. وما أود أن اشير إليه أن الخبر لم يتضمن ترتيب باقي المحطات التي قورنت معها محطة الرياض ونسبة انضباط كل محطة من محطات الناقل الحكومي في بلادنا الغالية، وكم كنت اتمنى أن أعرف كم حققت محطة ابها ومحطة جدة ومحطة الدمام... الخ ، خصوصاً وأننا دائما ما نقرأ عن تأخر الرحلة الجوية للخطوط العربية السعودية وبدورها تتسبب في تأخر مريض عن موعد وموظف عن عمله ورجل اعمال عن اجتماعه والأدهى من ذلك عندما تتأخر الرحلة فيفقد احدنا أحد والديه أو عدم اللحاق بمن توفى منهما ودفن من دون رؤيته وتظل خطوطنا تفتخر بانجازات لا ترق لطموحنا جميعاً. * محرر صحفي مكتب الدمام