** طفل وأفعى؟ مازلتُ أتذكرُ وجههُ البريء! رباه ابتسامتهِ الساحرة لا تبارح خيالي، يده الصغيرة، وهي تحمل تلك الوردة الرقيقة تسحق قلبي حزنا، لو تأملتم عينيهِ، لرأيتم بؤسا دفينا، ستسألونني حتما من هو ذاك الطفل الذي حمل الوردة وابتسم؟! آه يا قلبي هو أحمد؟! أحمد الذي اغتالته في جُنحِ ظلام الليلِ، يدُ زوجة أبِ (أفعى) لا تخاف الله.. هو من كان والدهُ في سباتٍ عميقٍ عما جرى لهُ، ومن سمح لنفسهِ بانتزاعهِ من بين يديّ أمهِ المكلومةِ، التي لم يأبه لصرخاتها، أيُ مخلوق، حينما نادت بحضانته وضمهِ لقلبها خوفا عليهِ من مصيرٍ مجهول قاتم، وفي النهاية قتلته تلك الأفعى بدمٍ بارد، وبأشنع صورة! والمبكي أن والده، لم يرحم أمهُ المفجوعة، وحرمها الآن حق حضانة ابنتها الأخرى ذات الأعوام السبعة! وما يدمي القلب أنهُ، وبعد كل جريمة نكراء نسمعُ من يُطلق علينا هذه الأسطوانة المشروخةَ: (المرض النفسي هو ما كان وراء الجريمة)؟ ومازلتُ أدعو الله من أعماقي ألا يكون مصير تلك الأفعى، وذلك المجرم ذئب جدة، ومغتصب القاصرات عيادة نفسية تبعدهما عن القصاص؟!! ** خدم وعبيد المسفار في كُلِ إجازة، ومسفار، لأي دولة، تطأها قدماهُ تراهُ يتوجه مباشرة لسماسرة زواج المُتعة! نعم أقولها زواج المتعةِ، فلو كان زواجا صحيحا، لما كان عابرا مطيارا، ولما كان له في كل بلدٍ يحطُهُ سماسرة ينتظرونهُ، وزبوناتٌ يُردنّ أن يجنينَ المال من ورائهِ، ولما فرّ كاللص في ليلة غاب بدرها، حينما علم بحملِ، إحداهن والمُبكي أن أبناءهُ الذين تنكر لهم، في كل بلدٍ بعد أن قضى وطرهُ، باتوا كرقيقٍ، وعبيدٍ، وخدمٍ لأهل تلك البلدان، وأنتَ تنام ملء جفنيك، ومازلت ترددُ أسطوانتك المشروخة: (خوفا من الحرامِ فعلتُ ذلك)! وكأنك طفل صغير لا تستطيع أن تكبح جماح نفسك ورغباتك! من أجل ألا تقع في الحرام تهربُ مُخلِفا ضحايا!! ما فعلتهُ هو الحرامُ بعينهِ؟! ** ثقة عمياء؟ بسبب ثقتهما العمياء وإهمالهما سمحا لطفليهما، باللعب تارة في بيوتات الجيرانِ، وتارة في بيوتات أبناء العمومة، والخؤولة، من دون حسيب أو رقيب، ومع تكرار ذلك الأمر، صارا لعبة في أيدي من يقطن تلك البيوت من أقارب وأباعد، ونُهشت براءة ذينك الطفلين، وخوفا من التهديد والوعيد خافا، وتجرعا ويلات اغتيال البراءة، وذات كابوسٍ مخيفٍ وصرخات مدوية من الطفلة المسكينة واستفسارات متأخرة من الأم نطقت الصغيرة بما جرى لها وأخيها من جُرم، صُعقت الأم، والأب ولكن بعد فوات الأوان وتحيرا في أمريهما، أبناء الجيرانِ يُقاضيانِ، أم أبناء الأخوة، والأخوات؟! وأخرستهما الصدمة عن الكلام والتفكير؟! آه، ليتكما قاضيتما نفسيكما أولاً قبل أولئك المعتدين! ** تصاريح ومساكن؟ مازالت التصاريح المتعلقة بالإسكان تعانق مسامع المواطن الرازحِ تحت نيرِ الإيجارِ، ونيرانِ المؤجرِ! مازال يترددُ أن هناك المالُ، ولكن لا أراضي؟! أيعقل هذا الكلام في ظل المساحات الشاسعات الواسعاتِ من مملكتنا المترامية الأطراف؟ ** اغتيال طموح؟ حصلت على 97% في امتحان الثانوية العامة بقسمها العلمي، الكل يشهد لها بالنبوغ، كان حلمها أن تلتحق بطب النساء والولادة لتخدم وطنها وبنات جنسها، وفي غمضة عينٍ، يأتي السيد "قياس" ويغتال حٌلمها في مهدهِ فتتحول آسفة كسيفة لتخصص آخر، والقاتل العنيد، مازال حُراً طليقا يختال ويغتال، احلاما وطموحاتٍ أخرى! ** يا غالي الأثمان؟ يهرع فور نزول الراتب لأحضان المتجر يجري ويتراكض بين المواد الغذائية، وغيرها يشتري ما يريد، وما لا يريد وما إن تتكدس عربة المشتريات وتئن، إلا ويُلحقُ بها أخرى هي أيضا تنوء بحملها، وبعد أن يدفع الحساب الباهض، يعود للمنزل ويتباكى على المال الذي ضاع والراتب الذي لن يصمد إلا لأيام قلائل، وما درى أنه هو السبب الأول في هدر ماله؟ لم يرتب أوضاعه، ولم يخطط للضروريات ولم يكتب حتى ما يريد في ورقة، كيما يسير عليها ولا يتوه في زحمة المعروض من البضائع، فامتلأت العربة بالضروريات والكماليات، لم يضربه أحد أو يجبره أي تاجر أن يشتري بضاعته، هو من ينطبق عليه المثل (يداك أوكتا وفوك نفخ)!. تباكى على ارتفاع الأثمان، وجشع التجار ونسي أن هناك بدائل رخيصة بنفس الجودة، والسعر وأن إصرارهُ على شراء سلع معينة من دون غيرها هو ما شجع التجار على رفع أسعارها!!