قبل عدة سنوات قامت امانة مدينة الرياض بما اسمته انذاك «تطوير وتحسين» شارع المتنبي وكان آنذاك من اكثر شوارع العاصمة حركة تجارية وكان ملاك تلك المحلات يعيشون أزهى واكثر فتراتهم التجارية ازدهارا ووصلت اسعار المحلات ونقل القدم الى ارقام كبيرة جداً.. بالطبع هذا كان قبل «التطوير والتحسين» الذي قادته امانة مدينة الرياض الا ان رياح تطوير البلدية جاءت بعكس رغبة سفن التجار.. فعصفت بهم واغرقت تجارتهم ولم يكن هناك من طوق نجاة الا الهروب من ذلك الشارع فمضى عصره الزاهي وتكبد العشرات من التجار خسائر موجعة بفضل قرارات موظفين مرتجلة اعطت انطباعاً «ولوخاطئاً» ان الموظف الحكومي يعمل منفرداً ووصياً على مصالح الآخرين وبدون دراية او فهم. بعد ذلك الحدث بحوالي ثمانية عشر عاما جاءت امانة مدينة الرياض على شارع التحلية لتطويره وتحسينه غير ان هذا التطوير والتحسين كان فعلياً فازدهرت حركته التجارية واضحى كأنه احد شوارع اكبر المدن العالمية واكثرها تطوراً فأضحى واجهة عصرية لمدينة متطورة فدبت الحركة فيه وبدأ ملاك المحلات والأراضي يتناغمون مع الايقاع الجديد فبدأت حركة عمرانية جديدة فيه تفاعل معها اصحاب البنايات القديمة فحدثوها حتى خيل للزائر كأن هذا الشارع تم «استيراده» وفي تدرج منطقي قفزت اسعار العقارات فيه بنسب تجاوزت 50٪. بالتأكيد لا اعرف الاسباب على وجه الدقة ولكن الاكيد ايضاً ان اشراك المعنيين في المصلحة في اتخاذ القرار هو مطلب مؤكد اما الوصاية على املاك الناس ومصالحهم فهذا زمن ولى ويبدو انه غير موجود في قاموس امانة مدينة الرياض وهذه هي النتائج.. النجاح هو نتيجة لاشراك الآخرين في صنعه اما اذا اعتقد البعض انه يستطيع ان يصنعه منفرداً فلن يحصد اكثر من الفشل.