رحم الله شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد.. فقد كان سابق زمانه بنظرته البعيدة وجهده الجبار في تأسيس الرياضة في وطني الحبيب.. لن أتحدث عن انجازات الراحل الرياضية فمن حسن الحظ أن التوثيق أنصف شيخ الرياضيين وهو لايحتاج إلى سرد لجهده ولانجازاته. ولكني سأتحدث عن رؤية هذا العملاق التي تجاوزت الاستمتاع بالرياضة وإرضاء الذات في التنافس إلى تأسيس عمل رياضي يقود إلى الاستثمار والنجاح.. ففي زمن عبدالرحمن بن سعيد كان هناك من أبناء جيله من رأى بنظرة ثاقبة أهمية الاستثمار في العقار والأراضي وبعد جهد سنين أصبحوا من أثرياء البلد.. بينما تفرغ ابن سعيد بدافع الإيمان بأفكاره إلى الاستثمار الرياضي والذي كان في وقته بلا عوائد بل انه كان عبئا كبيراً على من يعملون في الرياضة وربما كان هناك من يسخر ممن يعملون على تأسيس الأندية ومن يشغلون جل أوقاتهم بالرياضة دون النظر إلى رؤية المستقبل التي رآها وحده ابن سعيد مما جعله يواصل الكفاح لتأسيس واحد من أهم أندية آسيا.. ولم تكن مكاسب ابن سعيد من تأسيس نادي الهلال بعد هذا الوقت الطويل محصورة في العوائد المالية بل بالحب الكبير وبملايين العشاق ليس في المملكة وحدها بل في جميع أقطار العالم العربي.. هلال ابن سعيد الذي خرج من نور حواري الرياض ومن عبق بيوت الطين أصبح عملة صعبة بحد ذاته وأصبح من أغنى الأندية المحلية وربما الآسيوية وتتنافس عليه الشركات لتوقيع عقود الرعاية بملايين الريالات ولن يتوقف التطور الكبير في قيمة هذا النادي المادية ولا الجماهيرية مما يجعل رؤية الاستثمار التي أطلقها ابن سعيد من أهم الرؤى والتجارب التي تستحق أن تحفظ.. وسيظل شيخ الرياضيين رحمه الله رمزاً وقيمة يحكى عنها في كل المناسبات الرياضية منها وربما حتى الاقتصادية.. أسأل الله في هذا الشهر المبارك أن يتغمده بواسع رحمته وأن يعيننا على الوفاء والتقدير له عن كل ماقدم من جهد لخدمة الوطن ورياضة الوطن..