طرأ تحسن طفيف على صافي أرباح شركة الأسمدة العربية السعودية "الأسمدة" نتج عنها زيادة ربحية السهم إلى 13.01 ريالات عن أعمالها خلال 12 شهرا انتهت في 30 يونيو 2011، من 12.94 ريالات عن عام 2010، وبهذا وصل مكرر ربح السهم حاليا إلى 13 ضعفا، وهو ممتاز لشركة حافظت على مستويات أرباحها لثلاثة أعوام متتالية، رغم الأزمات المالية العالمية، وانخفاض مبيعات وأسعار الأمونيا، ما يعني صمود الشركة في المواقف الصعبة، وهذا دليل على قوة ومتانة حصونها الاقتصادية. تأسست "الأسمدة" بموجب المرسوم الملكي رقم م/13 وتاريخ 11/05/1385، الموافق 1965، برأس مال قدره 100 مليون ريال، وكانت نسبة حصة الدولة آنذاك 51 في المائة من رأس المال، ونسبة القطاع الخاص 49 في المائة، وحاليا تجاوزت نسبة القطاع الخاص 90 في المائة. ونتيجة للتطور والنجاح الذي حققته الشركة، رأت الدولة عام 1399، بيع نسبة 10 في المائة من حصتها للعاملين السعوديين في الشركة تشجيعا منها للصناعات الوطنية وتقديراً للذين لم يألوا جهداً لتطوير وازدهار الشركة، وتمت مضاعفة رأس مال الشركة عدة مرات، ويبلغ رأس مال الشركة حاليا 2.50 مليار ريال. تركز الشركة على تصنيع الأسمدة بجميع أنواعها، إنتاج الأمونيا والكبريت الخام ومستخرجاتهما ومشتقاتهما وتسويقها داخل المملكة وخارجها، إنتاج وبيع منتجات الأسمدة في المملكة العربية السعودية، آسيا، أوروبا وشمال أمريكا. ويندرج ضمن نشاطات الشركة، منتجات الأمونيا، اليوريا، الميلامين وحامض الكبريتيك. وتعمل أيضاً في تأسيس واستحواذ وتشغيل المصانع الكيماوية وغير الكيماوية، وذلك ضمن خططها التوسعية. ونظراً لقوة مركز الشركة المالي، بدأت في الاستثمار في مشاريع صناعية مختلفة، فقد تم إنشاء الشركة الوطنية للأسمدة الكيماوية «ابن البيطار» في مدينة الجبيل الصناعية مناصفة بينها وبين الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" لإنتاج الأسمدة الكيماوية باختلاف أنواعها لتلبية الاحتياجات الوطنية والدولية، علاوة على ذلك تمتلك «سافكو» نسبة 8.86 في المائة من رأس مال شركة «ابن رشد» ونسبة 5 في المائة من رأس مال شركة سبائك. وحسب إقفال سهم "الأسمدة" الأسبوع الماضي، 17 رمضان 1432، الموافق 17 أغسطس 2011، على 170.50 ريالا، ناهزت قيمة الشركة السوقية 42.62 مليار ريال، موزعة على 250 مليون سهم، تبلغ الأسهم الحرة منها نحو 90 مليون سهم. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 168 ريالا و172.5، بينما تراوح خلال عام بين 134.50 ريالا و194.25، ما يعني أن السهم تذبذب خلال 12 شهرا بنسبة 36.35 في المائة، ما يعني أن السهم منخفض إلى متوسط المخاطر. من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية ممتاز، فقد بلغ معدل المطلوبات إلى حقوق المساهمين 17.45 في المائة، والمطلوبات إلى الأصول 14.86 في المائة، وعند مقارنة هذه النسب مع معدل السيولة الجارية 5.77، السيولة النقدية 3.58، والسيولة السريعة 5.14، يتضح لنا مدى متانة وضع الشركة المالية، وهذا يؤكد حصانة "الأسمدة" وقدرتها على مواجهة أي التزامات مالية قد تواجهها على المدى القصير والمتوسط. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز المتقدم، فقد تم تحويل جزء لا بأس به من إيراداتها إلى حقوق المساهمين، لتبلغ نسبة نمو حقوق المساهمين 8.30 في المائة عن السنوات الخمس الماضية، والأصول بنسبة 6.18 في المائة. وعلى مستوى السعر والقيمة، يبلغ مكرر ربح السهم حاليا 13 ضعفا، وهو مكرر ممتاز لشركة من أبرز أسهم الصف الأول، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار مكرر الربح على النمو الذي يبلغ 0.54 أي دون الوحدة، وهذا يعني أن مركب مكرر الربح النمو يبلغ 7 ضعفا، وهو ممتاز بكل المقاييس، ومع أن قيمة السهم الدفترية منخفضة عند 28.54 ريالا، إلا أن قيمة السهم الجوهرية، مع جميع التحفظات، يناهز 136 ريال، وهذا يعزز قيمة السهم الدفترية، ما يجعل مؤشرات أداء السهم جيدة جدا. وبعد دمج ومقارنة جميع مؤشرات أداء السهم، قد يكون هناك ما يبرر سعره عند 170 ريالا، خاصة وأن سبب ارتفاع السهم هو جاذبيته، ورغبة كبار المستثمرين في اقتنائه لعوائده الممتازة، والتي آمل أن تستمر أعواما مقبلة. هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، ويقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع ما رشح لنا من معلومات وحقائق عن الشركة، ويبقى القرار الاستثماري من مسؤولية المستثمر.