بإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أدى حوالي المليون ونصف المليون من قاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين والمواطنين والمقيمين يوم أمس صلاة الجمعة بالمسجد الحرام وسط منظومة من الخدمات المتكاملة والرعاية الشاملة التي وفرتها أجهزة الدولة المعنية بخدمة الزوار والمعتمرين حيث استنفرت كافة القطاعات الحكومية والأهلية بمكة المكرمة كافة إمكاناتها لتنفيذ خططها التي أعدتها لشهر رمضان المبارك لخدمة الزوار والمعتمرين والتي يقوم بتنفيذها عشرات الآلاف من الموظفين من مدنيين وعسكريين إضافة إلى توفير وتجهيز العديد من الآليات والمعدات. وقد أم المصلين في صلاة الجمعة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد الذي قال في خطبة الجمعة: علامة الدين الإخلاص لله في السر والعلن وعلامة الشكر الرضا بالقضاء والقدر وعلامة الحب كثرة ذكر المحبوب فاتبع ياعبد الله ولا تبتدع وتواضع ولا ترتفع واستقامة النفوس وإصلاحها وتزكية القلوب وتطهيرها مسالك تفتح أبواب الأمل من اجل حياة أفضل ومسيرة أزكى والنفوس لاتحقق عزتها الا اذا تذللت لربها راضية وخضعت لخالقها راغبة وسارت اليه مشفقة وجلة لتنال الأمن وتذوق لذة المناجاة وحينئذ تطمئن النفوس وتنشرح الصدور وتستنير القوب فالله سبحانه عند المنكسرة قلوبهم الصادق تذللهم وهذه وقفة مع عبودية مع أحب العبوديات الى الله وأكرمها عنده عبودية تنتج للعبد اثارا عجيبة من المقامات والمنازل تنتج المحبة والرقة والانكسار والخضوع لله عز وجل عبودية قال فيه أهل العلم إنها من مهمات الإسلام وقواعده منة من الله ونعمة لاتدع ذنبا الا تناولته ولا معصية الا محتها انها التوبة. وأضاف فضيلته: التوبة رجوع الى الله بالتزام فعل ما يحب باطنا وظاهرا وترك مايكره باطنا وظاهرا دعاء وتضرعا وتذللا وإقرارا بحول الله وقوته وقدرته ومشيئته وعدله وحكمته وفضله ورحمته، واعتراف بالضعف البشري والتقصير والحاجة التوبة ترك الذنب علما بقبحه وندما على فعله وعزما على عدم العودة اليه وتداركا للأعمال الصالحة من غير تردد او انتظار او يأس. وأردف: كل عبد محتاج الى التوبة مفتقر الى الإنابة فلا يتصور ان يستغني عنها احد مهما بلغ مقامه ومهما كانت طاعته وصلاحه بل هي خلق الأنبياء والمرسلين فهي تصاحب البشرية منذ ابيهم ادم عليه السلام وبالتوبة النصوح ينتقل العبد من المعصية الى الطاعة ومن الضعف الى القوة ومن الهدم الى الإصلاح ومن الظلم الى العدل والرحمة والإحسان والتوبة سد عظيم إمام الفساد والمفسدين يعرضها الإسلام على الكفار وعلى المحاربين والمرتدين وعلى كل المفسدين في الأرض مهما بلغ كفرهم وفسادهم وطغيانهم وبالتوبة الصادقة يتطهر المجتمع من المآثم والجرائم ليقل خطرها ويحاصر اثرها، بالتوبة يتجسد للعبد ذل الحاجة والطاعة والعبودية وذل المحبة والانقياد وذل المعصية والخطيئة ومن اجتمع له ذلك كله فقد خضع لله تمام الخضوع وحقق العبودية والاستكانة وهل يسكن تأنيب الضمير واوجاع النفوس الا التوبة والذكر والاستغفار.