ماذا يجري في هذا العالم ؟! ** فقد تجاوز " الربيع العربي " حدود المنطقة.. ** والتهبت أنحاء الدنيا.. ** وأُضرمت الحرائق في كل من بريطانيا وإسرائيل والصين ** واشتعلت المظاهرات بقوة في أنحاء أخرى من هذا العالم.. ** وأصبح الشارع هو الذي يحكم.. في الكثير من الربوع.. ** وفقدت بعض الأنظمة سيطرتها.. وشاعت الفوضى.. ** وأصبح التدمير.. والحرق.. والقتل.. هو "هوية" المرحلة .. وكأن العالم يشهد بداية تحول حقيقية في موازين القوى.. ومفاهيم السلطة.. ومنطق الدولة الحارسة.. ** فماذا يجري على الأرض ؟! ** وما هي حقيقة ما ينتظر العالم من وراء حالة الغليان هذه ؟ ** فقد شهدت لندن أعمال شغب غير مسبوقة بعد مقتل أحد السكان إثر إطلاق نار متبادل.. ما أدى إلى أعمال عنف وحرق للمباني والسيارات امتدت حتى اليوم.. وقد قطع كل من وزيرة الخارجية "تريزا" ورئيس الوزراء "كاميرون" أجازتيهما وعادا على الفور إلى لندن لمعالجة الموقف المتفجر هناك. ** بينما شهدت المدن الصينية ثورة مدونات إليكترونية حيث تحولت المدونات الاليكترونية الصغيرة " تويتر" إلى انفجار جماعي جعل الحزب الشيوعي في وضع لايحسد عليه بالرغم من الرقابة الشديدة المضروبة عليها.. ** في الوقت الذي اندلعت المظاهرات العاصفة في إسرائيل احتجاجاً على الأوضاع الداخلية المتدهورة اقتصادياً.. وقام رئيس الوزراء نتنياهو.. بتكوين "فريق أزمة" غير مسبوق للتصدي لهذه المظاهرات.. ومعالجة الأسباب التي أدت إليها.. ** وفي ظل هذه الحالة من التأزم.. ** وفي ظل هذا الواقع المرتبك كثيراً .. ** وفي ظل هذا التوتر الذي لا يستطيع أحد التنبؤ بمداه.. ولا بنهاياته.. ** في ظل كل هذا .. فإن الشعور بنعمة الأمن والاستقرار يتضاعف، والحرص على تأمين السلامة العامة.. بدءاً بتوفير لقمة العيش الهانئة.. وانتهاءً بحماية الكرامة الإنسانية العالية الشأن.. ومروراً بالحفاظ على الممتلكات.. هذا الشعور يصبح مطلباً عظيم الأهمية.. ومتقدماً على كل المطالب والاحتياجات الأخرى.. ** لأنه.. وبدون الاستقرار ** وبدون الهدوء.. ** وبدون الطمأنينة.. ** فإنه لا الحياة تصبح جميلة.. ** ولا النوم يصير ممكناً.. ** ولا التفكير في القادم.. يصير متاحاً.. ** ولا الحفاظ على الأرواح.. والأعراض.. والمكتسبات يتحقق.. وبالتالي فإن الحياة كلها .. تتحول إلى جحيم.. وإلى فوضى.. وإلى أسئلة مفتوحة.. ** لكن السؤال الآن هو : ** هل يتجه العالم نحو نمط جديد من التفكير.. ومن الممارسة.. ومن التغيير لموازين القوى داخل مجتمعاته؟! ** نعم .. هذا هو ما يحدث.. ** وتلك هي الهوية الجديدة للمستقبل على ما يبدو.. *** ضمير مستتر ** (أسوأ أنواع الفوضى.. أن يتمرد الإنسان على نفسه.. في لحظات الغضب والتوتر).