تعرضت بعض القرى بمحافظتي "المسارحة" و"العارضة" كقرية الجعدية وحلحلة الجعدية التي داهمتها السيول مما جعلها جزيرة معزولة عن العالم. "الرياض" زارت المواقع المتضررة بوادي مسلة، حيث توقفت بنا السيارة في حصامة المحازرة لعدم وجود طريق للوصول لمساكن المواطنين والأماكن المنهاره لنصل إلى تلك المشاهد المؤسفة والمخجلة غير المسبوقة في منطقة جازان، كما أظهرت السيول كل أنواع الفساد الإداري من قبل الجهة المنفذة للمشروع، وهناك التقينا في محافظة أحد المسارحة "د.متعب الشلهوب" ترافقه لجنة مشكلة من الكهرباء والبلدية والشرطة والدفاع المدني والمرور ولجنة العقوم. وفي الجانب الآخر من الوادي التقينا بعدد من المواطنين كانوا يهمون بعبور الجسر العبارة بمنعطف المعكوسة.. للذهاب للتسوق في مدينة أحد المسارحة لشراء مستلزمات الإفطار، ومن بينها "الثلج" لعدم وجود كهرباء من وقت هطول الامطار، "الشيخ حسين قحل" قال لنا بضجر بأنهم لم يعودوا يطيقون البقاء في المنطقة لعدم وجود الخدمات، مشيراً إلى أن الأمطار اليوم كشفت عيوب المنطقة..ورداءة الخدمات فيها. واستنكر عدد من المواطنين عدم اهتمام فرع وزارة النقل بجازان ببناء جسور وعبارات قوية وعمل موانع للحد من تساقط السخور وانجراف التربة لعبور العامة بكل اطمئنان، فضلاً عن عدم وجود اهتمام في صيانة الطريق خلف كل تساقط للامطار وانهيار الصخور التي راح ضحيتها كثير من المواطنين ومركباتهم والتي جعلتهم يعيشون خارج خارطة مسؤولية المسؤولين، وطالبوا فرع وزارة النقل بجازان عدم إطلاق الوعود والنكوص بإيفائها!. سيول جارفة قرية الهجنبة شمال شرق محافظة المسارحة تقع في قلب مجرى السيول التي تخلف سنوياً الكثير من الخسائر، وفي هذا العام شهدت القرية دفعتين من السيول الأولى كانت خفيفة، أما الثانية أثارت الرعب في نفوس المواطنين الذين خرجوا من منازلهم خوفاً من انهيار المباني على رؤوسهم.. ويقول المواطن "محمد علي" بأنهم تفاجأوا بقوة السيول وسط القرية وخرجوا مسرعين من منازلهم خوفاً من سقوطها عليهم، ويضيف: بأنهم انتظروا السلطات لتتدخل وتأتي بمعالجة، إلاّ أنها تقف مكتوفة الأيدي مكتفية بالوعود كل مرة دون حلول، متسائلاً: لماذا يشتكي السكان من رداءة الخدمات وسوء التنفيذ للمشروعات في كل المناطق سواء في وادي مسلة أو الحلحلة أو الهجنبة والجعدية او حلحلة الجعدية؟، وإذا كان المتذمرون من منطقة واحدة لقلنا بأن الأمر طبيعي، أما ان يأتي من الجميع فهذا من المؤكد أن هناك قصوراً من المسؤولين في تنفيذ المشروعات على الوجه المطلوب الذي يضمن للمواطن حياة آمنة ويجب إعادة النظر في سياساته ومهندسي تلك المشروعات. الجهات الحكومية تحصر الأضرار "الرياض" توجهت بأسئلة واستفسار عن الوضع الراهن في المناطق المتأثرة لمحافظ المسارحة "د.متعب الشلهوب" الذي أفاد بأنه طلب لجنة مشكلة من وزارة المواصلات وقسم الكوارث بادارة الدفاع المدني والبلدية والزراعة والإمارة والوقوف على الأمر الواقع ومعرفة الأسباب التي ادت لهذه الكارثة غير المسبوقة بالمنطقة ورفع تقارير مفصلة عن الاسباب ليتم رفعها لسمو امير المنطقة. مجاري السيول ومن الجانب الآخر أرجع "د.الشلهوب" القصور في تنفيذ مشروع السفلته في طريق أحد المسارحة – العارضة خصوصاً في فتحات العبارات ومجاري المياه التي وضعت بطرقه مختصرة وصغيرة لا تتحمل كمية السيول المتدفقة، مشيراً إلى الاشجار التي جرفتها السيول أغلقت تلك الفتحات الصغيرة وتسببت في التحميل على العبارات كمية المياه المتدفقة وجرفت التربة من أسفل العبارات وقشرت الاسفلت وعملت خراب في معظم الطريق، مضيفاً أن كمية الأمطار التي شهدتها المنطقة كانت فوق العادة؛ معلقاً السبب الرئيس إلى كمية المياه التي تدفقت مؤخراً، وكانت السبب في جرف التربة وانهيار الصخور وتجلط الإسفلت ودخول مياة السيل لمنازل المواطنين في قرية الهجنبة، داعياً إلى تطبيق حلول عاجلة لمعالجة الوضع من قبل الجهات المعنية كلا فيما يخصه، مشدداً على الجهة المنفذة للطريق الالتزام بعمل الموانع للحد من تساقط الصخور وانجراف التربة. قطع الطرق وكذلك حاصرت السيول قرية الحوله، وقطعتهم عن الوصول إلى القرى المجاورة لها، وأيضاً محافظة العارضة؛ مما حال بهم البقاء في القرية وعدم التسوق ومراجعة المستشفى لمرضاهم الذين يعانون من أمراض مزمنة. وقال المواطن "علي محمد الخبراني": نعاني من محاصرة السيول لعدة سنوات وأبلغنا البلدية بهذا والدفاع المدني، وسبق أن وصل محافظ المحافظة إلى هنا لسنة ماضية، ونحن محاصرون وحتى وقته لم تحل مشكلتنا، أما المواطن "أحمد هباش خبراني" فقال: "في إحدى السنوات كاد السيل أن يأخذ جثمان أحد أبناء القرية حين ذهبنا لدفنه". وأوضح المتحدث الرسمي المكلف للدفاع المدني "الملازم. مصلح الغامدي" أنه تم الانتقال للموقع وفك الطريق واسعاف المحاصرين، ومن ثم سلم الموقع لبلدية المحافظة لاكمال تعبيد الطريق للقرية، مشيراً إلى انه لم تكن أي حوادث والحمد لله.