قال الدكتور عبدالرحمن الفريح في المحاضرة التي ألقاها في النادي الادبي في تبوك ، أن ثقافة الانتخاب وسيلة من الوسائل الحديثة وله ثقافة لابد أن يدور في فلكها الذين يعنيهم الانتخاب ، وما لم يكن الناخبون أصحاب وعي بهذا الأسلوب من أساليب الحياة المعاصرة وعلى دراية بماهيته وكيفيته وأصوله وأهدافه ومراميه فإن التطبيق سيكون قاصرا لا محالة وستفرز العملية الانتخابية نتائج سلبية فالانتخابات إنما هي وسيله وطريقه ونهج من اجل اختيار الأفضل لصالح تقدم العمل، وشدد الدكتور الفريح على أهمية التأهيل الثقافي للانتخاب الذي نكاد نفتقر إليه ونحن بأمس الحاجة إليه بحيث نتعلم كيف نختار ومن نختار وإلى أي غاية وهدف نحن ماضون في اختياراتنا وان التقييم والترشيح والاختيار من قبلنا إنما هو آت وفق أصول موضوعية بعيدا عن المجاملات الأسرية أو القبلية، وأشار إلى أن الانتخابات الحرة النزيهة تعتمد على عدد من المبادئ من أهمها ضمان حق التصويت لكل المواطنين ودورية الانتخابات وانتظامها مطالبا بتأصيل ثقافة الانتخاب في الناشئة بالمدارس من خلال تدريبهم عليها مثل اختيار عريف الفصل ثم التدرج في ذلك والتطور في مراحل الدراسة من الابتدائية وما يليها ومن الثانوية إلى ما هو أعلى منها فيتم اختيار رؤساء الأقسام في الكليات والعمداء وفق آلية الانتخاب وقال إن علينا أن نتعلم من نختار وفق أصول موضوعية ويتم هذا بتعميم الانتخاب في المؤسسات وبناء الأسس الصحيحة السليمة لهذا الأسلوب لدى الأفراد بدءاً من مدارسهم وكلياتهم ليكون لديهم قابلية للتكيف مع هذا النهج ولينشئ جيل ينطلق من موضوعية التفكير والإدراك والوعي بعيدا عن سلبية التبعية في التفكير والاختيار فنشر هذه الثقافة يمنح المواطن فرصة انتقاء الأشخاص المؤهلين ذوي الخبرات المتميزة في ضوء التساؤل المثار دائما لماذا ننتخب ومن ننتخب وكيف ننتخب وما هي آلية الانتخاب من أجل ذلك فإن الخطوة الجديدة للأندية الأدبية حرصت على أن تكون الانتخابات مبدأ أساسيا في اختيار مجالس إدارات الأندية بديلا من التعيين الذي كان متبعا في السابق. واوضح ان التوجه الجديد الحريص على أن يقوم الأدباء والمثقفون بإدارة مؤسساتهم الثقافية والأدبية بأنفسهم بعد تحري الدقة وانتهاج درب الأمانة في منح الأصوات لمن يخدم الأندية الوطنية والأدب والثقافة ضمن إطار مؤسسات المجتمع المدني التي أصبحت هدفا منشودا لدعم حركة التطور العامة واختتم الدكتور الفريح حديثه عن ثقافة الانتخاب بقوله لم يبق في زخم الاهتمام بانتخابات الأندية الأدبية إلا التطلع إلى أن تكون الأندية نموذجا يحتذى في أسلوب النظرية والتطبيق لهذا المبدأ الجديد الذي سارت على نهجه وسعت لترسيخه في دائرة ذوي الشأن الثقافي من المتخصصين في الأدب والمهتمين به.