** شعرتُ بسعادة بالغة .. وأنا أتابع نتائج مسابقات سوق عكاظ لهذا العام.. ** وسعدتُ أكثر لفوز الإخوة العرب من جمهورية مصر العربية .. وسورية.. والسودان.. بأكثر جوائز هذه المسابقة.. لأن السوق.. سوق عربية.. وأن عليها ألا تتوقف عند هذا الحد .. بل إن عليها أن تتحول في المستقبل القريب إلى سوق عالمية.. لأنها تجسد حضارة كل أمم الأرض.. ومقتضيات تقدمها.. الجديدة منها والقديمة على حد سواء.. ** فبقدر ما تناول السوق مظاهر الحياة العربية في جوانبها الثقافية.. والتجارية.. والحربية.. والإعلامية التي جسدتها "السوق " في الماضي.. فإن فعاليات هذه السوق على مدى السنوات الخمس الأخيرة ركزت بصورة واضحة على البعد المستقبلي عندما أدخلت البحث العلمي إلى قائمة أولويات مسابقاتها.. وذلك توجه "نابه" يعكس ربطاً ذكياً.. بين ماضي الأمة.. ومستقبلها.. واستحضارا متميزا للراهن الذي نحن فيه.. وأفقا جديدا يطل على غد هذه الأمة والعالم.. ** ومن هذا المنطلق .. فإن عبور الماضي والحاضر إلى المستقبل.. عبر بوابة البحث العلمي والاختراع .. كفيل بمشاركة عقولٍ من كل مكان في هذا العالم.. وهذا ما أتمنى أن تمضي إليه السوق.. وتلامسه مع الأيام.. ** وعندها فإننا سنجد أن من يفوز بجوائز سوق عكاظ .. العربية الأصيلة هم من الدانمرك.. وسنغافورة.. والسويد.. وأمريكا.. جنباً إلى جنب فوز المغربي.. والعراقي .. واليمني.. والموريتاني.. بها أيضاً.. ** وما أريد التأكيد عليه الآن هو : أن نطاق التفكير "القُطري" في هذا العصر .. قد انحسر.. إلى تفكير أشمل وأعم وأبعد يتجاوز الحدود الإقليمية إلى العالم بأسره.. وتلك نقلة حضارية نوعية.. تُجسِّر الفجوة الثقافية بين الأمم والشعوب، وتوفر أرضية إنسانية أرحب لمشاركة العقل البشري في إثراء المعرفة، وتجاوز المكان والزمان والجنس والعنصر إلى الهوية العالمية التي ظللنا لعقود طويلة نخيف شبابنا من الدخول فيها.. ونحيطها بكثير من الشكوك والصفات المعتوهة.. ومنها شبهة "الغزو الثقافي" التي استعمرتنا طويلاً.. وما زالت بقاياها تتفسح داخل عقول الملايين حتى الآن.. وثمرتها كما نراها ونلمسها ونعاني منها ممثلة في تلك الأنماط من التفكير " الحدي "والضيق و"المرجف" و"المتشدد" أيضاً.. ** وغداً سوف يصبح اسم الطائف وسوق عكاظ .. تجسيداً لهوية عالمية.. كسرت كل حواجز التاريخ.. والجغرافيا.. وأوهام النفس البشرية المأزومة.. وهو ما يجب أن نقدره لسمو الأمير خالد الفيصل.. الذي أولى هذا الاهتمام للتاريخ وللمستقبل بالقدر الذي أعطاه للمكان والإنسان أيضاً.. *** ضمير مستتر **(كثيرة هي الأوهام التي تقعد الأمم والشعوب عن النمو والتقدم.. إذا لم تتسلح بإرادة العمل على صنع المستقبل الأفضل لأجيالها).