اعتبر الدكتور محمد عبدالله العوض رئيس لجنة التسويق بغرفة الرياض أن دخول المنشآت الى عصر التسويق الرقمي يبشر بنتائج واعدة وهو يشهد حاليا إقبالا كبيرا وسط مختلف منشآت الأعمال. وخاطب د. العوض تجمعا لمختصين وخبراء وناشطين في ميدان التسويق الالكتروني من خلال الأمسية الرمضانية نظمتها اللجنة امس الاول في إطار برنامجها التثقيفي الطموح لمجتمع الأعمال في المجال التسويقي. وقدم كل من نواف الشعلاني، ابراهيم السحيباني، مازن الضراب، حمزة الشقمان, يوسف الحربي، وفهد الدوسري عروضا لتجارب تسويقية قامت على فلسفة المزج بين الإيقاع التقني السريع في التحول نحو العوالم الافتراضية وبين تحديات مجتمع الأعمال في الوصول الميسر إلى العميل والتفاعل معه بصورة ايجابية تساعد على جعله متواصلا ومتعاونا وقريبا منه أكثر مما كان يحدث عبر وسائل التسويق التقليدية. وقال حمزة الشقمان ان التسويق الالكتروني هو الأكثر قدرة على استهداف العملاء ونشر الرسالة الإعلانية التي تنقل العميل من حالة عدم المعرفة بمضمونها الى معرفة جيدة تمكنه من التفاعل والتعاون مع الرسالة. وقال الشقمان ان سوق الإعلام الالكتروني أصبح يستحوذ على أكثر من 41% من الرسائل وبلغ عدد المستفيدين من رسائل الهواتف المحمولة أكثر من 11 مليونا، بينما تخطى عدد المشتركين 50 مليون مشترك، وان 75% من السعوديين و25% من المقيمين يستخدمون الانترنت و50% منهم من المتزوجين و60 أعمارهم اقل من 34 سنة و80% منهم يستخدمون الانترنت يوميا. وقال ان الشبكات الاجتماعية والمنتديات تستحوذ على نسبة عالية من محركات البحث، حيث ان عدد مستخدمي Face book يصلون إلى 4 ملايين مستخدم يوميا في حين بلغت نسبة الزيادة في استخدام تويتر 240% خلال عام 2010م . وقال مازن الضراب في مداخلته إن المملكة مقبلة على ثورة ضخمة في مجال الانترنت تجتاح الفئات الشبابية من الجنسين ، ونقل عن إحصائية حديثة حول نسبة مستخدمي محرك البحث الشهير(قوقل) بان الوقت الموظف على محركات البحث أصبح أعلى بكثير من الوقت المكرس لمشاهدة التلفزيون، بينما لاحظ بان التواجد على الانترنت لم يعد نوعا من الرفاهية كما كان في السابق وإنما هو الآن ضرورة يومية لنسبة كبيرة من المستخدمين فالتواجد لم يعد من اجل التواجد والتواصل الاجتماعي فحسب بل تحركه الهداف واجندة محددة مثل التعريف بالعلامة التجارية وزيادة المبيعات وتحسين سمعة المنتج وتكوين قاعدة عملاء .. الخ، بل حتى على المستوى الفردي لم يعد التواجد على الانترنت مجرد ترف وترفيه، وإنما نافذة للمعرفة والاطلاع على الجديد والمبتكر في لمح البصر. لكن نواف الشعلاني الذي تحدث عن تجربة شركة الاتصالات فقال أن قنوات التواصل الاجتماعي لم تصل بعد الى طور النضج فهي ما تزال في بدايتها وقد تنطلق منها لاحقا تطبيقات سوف تقدم خدمة كبيرة للعديد من المجالات التجارية والاجتماعية. وقال ان استخدامات الأفراد تختلف عن استخدام الشركات لكن الشبكات الاجتماعية تعد منصة شفافة وقادرة على نقل وجهة نظر الآخر، فإذا تمكنت الشركات من الإنصات لما يدور في هذه الشبكات فإنها سوف تمتلك احد أهم أسرار النجاح في المستقبل ، وأضاف الشعلاني انه لاحظ بان الشركات بدأت تهتم بصورة متزايدة بقنوات التواصل الاجتماعي، فقد ادركت الشركات ان هذه القنوات هي أهم محفل للشباب والشرائح المهمة في قاعدة اهتمام الشركات لان 83% منهم هم من الفئة العمرية دون 34 سنة وهم يتبادلون ما يدور في الساحات الاجتماعية على منصة شفافة وسريعة التأثير المتبادل خاصة وانه يعتبر المملكة هي البلد رقم واحد في استهلاك الفيديو على الانترنت عبر نافذة اليوتيوب. وشرح إبراهيم السحيباني تجربته الشخصية كناشط في مجال التسويق الالكتروني وقال ان ظاهرة التسويق الالكتروني اتخذت في السابق طابع (الموضة) فكانت تعلو ثم تخبو مع بعض الظواهر والموضات العارضة مثل التعريف بالمسئولية الاجتماعية للشركات وغيرها لكن ظاهرة الاستعانة بالتسويق الالكتروني أصبحت في السنوات الأخيرة تتكاثر بصورة كبيرة مما انتفت معها صفة الموضة أو الظواهر المؤقتة، وسرد السحيباني تجربة طريفة كان قد خاضها مع بقالة على طريق الفحص الدوري بالرياض قرأ بالمصادفة اسمها ومن باب الطرفة والتسلية صمم موقعا باسم هذه البقالة على الانترنت وبدأ يستقبل ويبث عليه اختبار البقالة التي اشتهرت بصورة كبيرة وصار يأتيها الناس من أنحاء المملكة لمجرد مشاهدتها مع انها بقالة عادية مثلها مثل جميع البقالات المنتشرة في انحاء المملكة ويستخلص السحيباني من هذه التجربة بان أهم عناصر الذكاء في استخدام الشبكات الاجتماعية تتمثل في متى واين يجب ان يبث رسالته على هذا الفضاء الافتراضي الكبير. وذهب يوسف الحربي في مداخلته إلى الاقرار بوجود نقص كبير في الوعي لدى المنشات بأهمية واساليب الاستعانة بالشبكات الاجتماعية مشيرا الى ان الشركات لا تزال غير قادرة على الاستخدام الصحيح لوسيلة الشبكات الاجتماعية. بينما تحدث محمد الدوسري عن تجربته كمسوق ووكيل لعلامة تجارية عالمية فقال انه قد جرب التجارة العادية والتجارة عبر الوسائل الالكترونية فوجد فارقا كبيرا بين الوسائل العادية والالكترونية لصالح الأخيرة التي يجدها أكثر نجاحا واقل كلفة. وقال أن هناك أسبابا وشروطا اجتماعية تتعلق بتوظيف الأيدي النسائية تجعل الوسيلة الالكترونية هي الخيار الافضل دائما نتيجة للصعوبات الاجتماعية التي تواجه أسلوب التسويق المباشر ويرى ان شبكات التواصل الاجتماعي سوف تلعب دورا مهما وفاعلا في التجارة والتسويق في المملكة خلال المرحلة القادمة.