صدرت أبحاث ملتقى العقيق في دورته الثالثة، والذي أقامه نادي المدينةالمنورة الأدبي الثقافي، في العدد الجديد من دوريته (الآطام) حيث جاءت الدورية في أربع وستين وثلاث مئة من القطع الكبير، مشتملة على ما حفل به الملتقى من دراسات بحثية كان قد عقدها النادي في ملتقاه تحت عنوان: المدينةالمنورة في أدب الرحلات. وقد تناغمت البحوث في هذا السياق من عدة رؤى بحثية انطلق عبرها المشاركون في الملتقى، وذلك لما يمثله أدب الرحلات من أهمية كمصدر من مصادر المعرفة الإنسانية، ولما يمثله أدب الرحلات في حياة الشعوب من تجارب وإرث ثقافي، يكتنز في ذاكرته مراحل وتفاصيل هامة في حياة الأمم والشعوب، التي من شأنها أن يعاد بحثها وقراءتها بأدوات علمية، لكون المدينةالمنورة من أبرز المدن العربية التي كان لأدب الرحلات معها مسيرة تدينية ضاربة في جذور التاريخ العربي، وفيما دونه عنها الرحالة من غير العرب. لقد جاءت الآطام تكشف عبر ما قدم من أوراق بحثية جوانب مختلفة عن المدينةالمنورة، والتي تستظهر الكثير من جوانبها في هذا الأدب التاريخي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي..لتأتي هذه البحوث بمثابة الجمع والتحقيق والتدقيق ومن ثم تقديمها بشكل علمي يقوم على قراءات المكان في أدب الرحلات. وقد تضمن الإصدار مجموعة من المحاور البحثية التي جاء أولها بعنوان ( أبد الرحلات: دراسة في القيم الفنية والمنهج) مشتملا على خمسة بحوث في هذا السياق، أما المحور الثاني فجاء عن المدينةالمنورة في كتب الرحلات ببلوجرافيا وصفية،ضاما أربعة بحوث مقدمة في هذا الفرع، بينما حمل المحور الثالث من الإصدار عنوان: المسجد النبوي ومعالم المدينةالمنورة في عيون الرحالة، تلاه محور رابع عن المدينةالمنورة ومحافظاتها من خلال مشاهد الرحالة المستشرقين، تلاه خامس تناول المظاهر الاجتماعية والأوضاع السياسية والاقتصادية، حيث قدم الإصدار ما قدمه الباحثون والباحثات في الدورة الثالثة من ملتقى العقيق، في صورة متناغمة اتسمت بشمولية الرؤية فيما قدم من محاور عبر ما حفلت به من بحوث علمية تكاملت في تكوين صورة جلية عن المدينةالمنورة في أدب الرحلات.