يزور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبنان منذ عصر أمس ليومين متتالين بناء على دعوة وجهها إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ولكي يطلب تأييد لبنان في شأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهو المطلب الذي سيطرح الشهر المقبل على مجلس الأمن الدولي الذي سيترأسه لبنان، علما بأن هذا الاعتراف لكي يتم يتطلب موافقة 9 أعضاء من أصل مجموع أعضاء مجلس الأمن الدولي إذا لم تستخدم إحدى الدول الدائمة العضوية حق النقض. ويطرح الطلب الفلسطيني لبنانيا مجموعة من الأمور الشائكة، علما بأن وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور قال امس بعد زيارة قام به لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون: " التمثيل في العلاقات الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية تم رفعه في الأونة الأخيرة الى مستوى السفارة، وهذا ما سيقوم به الرئيس عباس خلال زيارته الى لبنان، ولكن اعتراف لبنان بالدولة الفلسطينية لا يعني ان لبنان يتخلى عن مبدأ حق العودة للفلسطينيين عملا بالقرار 194 الصادر عن الأممالمتحدة، ولن نتراجع عن هذا القرار لان الفلسطينيين موجودون على الأرض اللبنانية". كلام الوزير منصور يعبر عن مجموعة هواجس لبنانية في شأن الدولة الفلسطينية أبرزها بحسب مصدر دبلوماسي لبناني "عدم اعتبار أن الدولة الفلسطينية تحل مكان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم في لبنان زهاء 500 ألف لاجئ، ويثير ايضا ما يمكن أن يترتب عن فتح سفارة فلسطينية في بيروت من منحها لجوازات سفر وسمات دخول، الى منح حق التملك وحق العمل في عدد كبير من المهن المحجوبة حاليا عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فضلا عما يمكن أن يطرحه الاعتراف اللبناني من تأثير على عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان "الأنروا" من حيث إمكانية توقف مساعداتها". من جهة أخرى قالت أوساط فلسطينية عليمة ل"الرياض" انّ عباس ستكون له محطة رئيسية اليوم الأربعاء تتمثل برفعه ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي العلم الفلسطيني على سفارة دولة فلسطين في بيروت بعد رفع مستوى التمثيل وتلبية دعوة الإفطار التي يقيمها الرئيس ميقاتي على شرف الرئيس عباس في السراي الحكومي".