بالرغم من التطور الكبير الذي تشهده مدينة الرياض في شتى المجالات إلا أن هناك الكثير من المشاكل الحاصلة في البيئة العمرانية والطبيعية وغيرها من المشاكل الأخرى ، حيث ساهمت هذه المشاكل في تدهور وتغيير الصورة الحضارية للمدينة على مر السنين. فنجد أن المشاكل العمرانية تظهر من خلال التوسع العمراني غير المنتظم والذي تجاوز الآن حدود مطار الملك خالد شمالاً وسوف يظهر ذلك التوسع بوضوح على مدى الخمس سنوات القادمة، ونتيجة لهذا التوسع يصعب على البلديات تقديم الخدمات المختلفة لهذه الأحياء نظراً لسرعة التوسع العمراني كذلك يصعب على المخططين إعداد المخططات للمدينة بالشكل المطلوب ومن المشاكل العمرانية التداخل في استعمالات الأراضي وكذلك تنافرها في الكثير من الأحياء. كذلك ظهور المشكلات المرورية نتيجة للتخطيط الشبكي للمدينة وأيضاً الازدحامات وغيرها من المشاكل الأخرى التي تؤثر على البيئة العمرانية. أما بالنسبة للمشاكل البيئية فكلنا يعرف ما يحدث للرياض في أوقات الأمطار والسيول حيث إن المدينة يصيبها حالة من الغرق والذي يتفاوت من حي لآخر والسبب في ذلك هو عدم احترام مسارات الأودية والسيول والتعامل معها بالشكل الذي يحمي شبكة الطرق ويخدم الناحية الجمالية للمدينة والأمثلة على ذلك كثيرة في كيفية التعامل مع هذه الأودية وأقربها إلينا الوادي الموجود بوسط مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية الذي أصبح معلماً من معالم المدينة. ومن المشاكل البيئية الأخرى الاعتداء على الجبال والطبوغرافية التي تتميز بها المدينة والتي لم يُحسن التعامل معها وبالتالي استغلالها بالشكل الأمثل حيث بدأت في السنوات الأخيرة (الحملة العقارية لإزالة الجبال ودفن الأودية) من قبل بعض العقاريين وتنشط هذه الحملة في هذه الأيام في شمال مدينة الرياض وفي مناطق أخرى. ومن هنا كانت أهمية التخطيط العمراني ودور المخططين العمرانيين لمعالجة هذه القضايا المعقدة ومعالجتها بالشكل الذي يوصلنا إلى الهدف المطلوب وبالتالي الوصول إلى مستقبل أفضل لمدينة الرياض. فالمخطط العمراني يقوم بدراسة البيئات المختلفة للمدينة من خلال جمع المعلومات عن هذه البيئات ثم يقوم بتحليلها وبالتالي الوصول إلى تحديد المشكلة وبعد ذلك يقوم المخطط العمراني بتحديد أنسب الطرق لمعالجتها وأيضاً بالتنبؤ بالمشاكل التي قد تحدث بالمستقبل. ووضع الحلول المناسبة لتجاوزها، وبالتالي الوصول إلى الهدف الأعلى للمخططين وهو الوصول إلى تحقيق بيئة متوازنة تلبي رغبات وطموحات الإنسان بعيداً عن المشاكل التي قد تؤثر على حياة الناس ، والتي نأمل أن تتحقق في مدينة الرياض.