ممارسة العبادات بوعي وإدراك من شأنها أن تدعم الممارسات السلوكية بإيجابية التصرف، ورقي السلوك ...,من لم تعلمه الصلاة النظام ودقة المواعيد فلن تعلمه أي مدرسة تلك القيمة... الصوم ونحن نعيش أيامه الجميلة الآن يعلمنا الكثير من القيم الجميلة والمؤثرة في سلوكياتنا اليومية... من لم يعلمه رمضان الرحمة فلن يلين قلبه ليتيم اغرورقت عيناه حاجة للحب وحاجة للاحتضان، وحاجة للتقدير وحاجة للملبس وحاجة للنصح ...,تلك المرأة التي شاءت حظوظها أن تشارك في تربية طفل أو أكثر احتضنهم اليتم بفقدان والدتهم وكانت هي الحضن البديل، وتلك نعمة من الله من زان حظها ساهمت في حبهم وساهمت في تربيتهم، وساهمت في احتضانهم وكانت شريكا فاعلا في نجاحهم، ومن ساء حظها آلمتهم واعتصرت قلوبهم ألماً وحزناً ...,لكل امرأة شاءت قدرة الله في أن تكون أماً للأيتام عليها أن تتذكر أن الله انعم عليها بخير يتمناه الكثير من النساء والرجال...,ذلك الرجل الذي شاءت حظوظه أن يكون شريكا في تربية أيتام ولم يكتب في صفحته معهم إلا ألمهم من صراخه أو مشاركته الآخرين أكل أموالهم فإنه خسر فرصة زيادة رصيده ليوم لاينفع فيه مال ولابنون، ولا ضاحكون ولا مصفقون ومصفقات... من لم يعلمه رمضان الصبر فإن مدارس وجامعات الدنيا لن تعلمه ذلك... الصبر قيمة تغرسها حالات العطش والجوع التي تأتي من ساعات الصيام لتكون العبادات مدرسة للتعاملات وبناء السلوك الحضاري فمن صبر على العطش في درجة حرارة تصل للخمسين ولم يتعلم الصبر بعد ذلك في مسارات حياته الأخرى فإنه خسر درسا رمضانيا ...,من لم يعلمه رمضان حاجة الفقراء لمد يد العون فإنه لن يكون كريما في أي يوم من أيام حياته.... من لم يعلمه رمضان العطف على صغاره والبحث عن فرحتهم عبر كلمة رقيقة أو هدية فإن مدارس العالم لن تعلمه العطف ولا أساليب التواصل الإنساني... من لم يعلمه رمضان الابتسامة في وجه مسن شاءت الأقدار أن يحتضنه الضعف بعد قوة فإن مدارس الكوميديا لن تعلمه كيف يصنع الابتسامة على وجوه الحضور... العبادات عموما تعلمنا الكثير من السلوكيات في مضمونها وحكمتها ... ورمضان يأتي على رأس الهرم حيث يمثل مدرسة كاملة في التعليم والمدرسة، بعضنا يخرج منه كما دخل عبادة في ثوب عادة ...,المهم أن لا يأكل ولا يشرب ....,والحكمة الإلهية من تفاصيل الصوم لاتدخل في جهازه العقلي والوجداني لتعيد صياغة الكثير من اعوجاجه فقط تكتفي بملامسة غريزة الجوع.....