قوائم شيطانية تلك التي تغزو بريدنا الإلكتروني - بلا استئذان - لتقدم لنا روابط سوداء تدل على موقع تعليم صناعة المتفجرات وصناعة السموم! يرسلونها إلينا.. كباراً وصغاراً.. إناثاً وذكوراً.. بلا تمييز! يدعون أنفسهم «أنصار جهاد».. ويذيلون قوائمهم تلك ب«لا تنسونا من الدعاء»! لا بارك الله فيهم.. ولا في الجهاد الضال الذي يدعون إليه.. ولا في تلك الجهود التي انتجت هذه الثمار القاتلة! إحدى ثمار هذه القوائم كانت الخبر المنشور منذ أيام، عن ذلك الشاب الكويتي المراهق، طالب الثانوية، الذي أتى بقنبلة يدوية إلى مدرسته ليريها لزملائه، وفجرها في صفه، فكان الهلاك! صنع القنبلة بنفسه، عن طريق مواقع تدريبية على الإنترنت، وقد وجد المحققون قنابل مثيلة لها في البيت.. في غرفته! أين كان أبوه.. وأين أمه.. واخوته؟ هل يعرف أهل البيت ماذا كان يفعل ابنهم في غرفته؟.. أو ماذا يتصفح في حاسوبه؟ هل نعرف نحن ماذا يفعل اخواننا أو ابناؤنا في بيوتنا؟ وهل نعرف ماذا علينا أن نفعل لنحمي عقول شبابنا وأطفالنا من أصابع تمتد إليهم كأفاع ملساء لتقدم لهم الموت والهلاك؟ وماذا علينا أن نفعل لنحمي أوطاننا من هذا الدمار؟ نحتاج إلى من يعلمنا كل هذا.. كما نحتاج إلى توعية كل فرد من أولئك اللاهين في منتديات الدردشة ودهاليز البلوتوث، الغارقين في الغزل وتبادل الفضائح، لا همّ لهم سوى هتك أعراض الناس، والنيل من سمعتهم.. والتباري في اختراق مواقع بعضهم البعض سعياً وراء المزيد من الفضائح والإثارة المغرضة!.. اين هم من مواقع الموت هذه؟ لماذا لا تتضافر جهودهم المهدورة تلك بأعمال هادفة، منطلقة من نوايا حسنة مخلصة لله وللوطن، فيتحدون في اختراق هذه المواقع الإرهابية المشبوهة، وشن حملات مكثفة لمحاربة أفكارهم المنحرفة الضالة والمضلة في آن، بدل هدر الكلام المجاني المعسول من خلف أسماء وهمية.. ولأسماء وهمية؟ أما آن لشبابنا أن يتخطى مرحلة العبث الإلكتروني والفضائي، واستخدام هذين المجالين، الخطيرين في تأثيرهما على الناشئة، بما ينفع الدين والوطن.. وينفعهم يوم لا ينفع مال ولا بنون؟ [email protected]