اعتاد "بكر المنجف" على مدى خمسة أعوام إقامة سفرة رمضانية بجوار منزله؛ مستفيداً من نشاطه التجاري في تأجير مستلزمات الأفراح والتعازي، تلك المبادرة الخيرية تتصل لديه ببره لوالديه اللذين توفيا منذ سنوات، فيحرص كثيراً على أن تكون محتويات الإفطار من صنع بيت أهله؛ حرصاً على مضاعفة الأجر، لا سيما وأنه يعد أن وجبات الإفطار الرمضاني المعدة سلفاً من المطاعم لا تجدي للصائم ولكنها تغني التاجر فقط. وذكر أنه يساعد أسرته في إعداد الطعام لثلاثين صائماً، فأفراد أسرته يستمتعون بذلك لأنهم يستشعرون الأجر والمثوبة المرجوة من الله، وقال إنه يحرص على الإفطار مع ضيوفه من العمالة العربية والآسيوية تبعاً لدعواته التي يلهج بها بأن يحشر مع الفقراء والمساكين، أما أسرته فتتفهم طبيعة ذلك الغياب، خاصة أنه يسد ذلك الغياب عن السفرة الرمضانية بالإفطار معهم في الأيام البيض من كل شهر. ويعود حنين "المنجف" إلى أيام رمضان في الزمن الماضي، حيث كان أصحاب المحلات التجارية على اختلاف بضائعهم يضعون طاولاتهم الخشبية أمام محلاتهم، ويبيعون فيها بعض الأطعمة الرمضانية التي كانت تساهم في إعطاء أكبر عدد من المساكين والفقراء وبعض المتعففين من هذه الأغذية، غير أن منع ذلك من قبل الجهات ذات العلاقة اذهب فرصة دعم هؤلاء المستحقين بطرق غير مباشرة حفظاً لماء وجوههم. وعلى الرغم من الجهود المبذولة في تقديم إفطار للصائمين من الجهات المعنية إلاّ أن "المنجف" يرى أنه لابد من إعادة النظر في تلك الوجبة، حيث أنها لا تكفي لسد حاجة الصائم والفقير، كما تأتي تلك النظرة من خبرته في فن الطبخ منذ خمسين عاماً استطاع خلالها امتلاك مطبخ مشهور، كما أنه عمل طباخاً متعاوناً في موسم الحج، ويحب "المنجف" أن يحتفظ بتكاليف سفرته الرمضانية للفقراء؛ لأنه يجد في ذلك لذة للعمل وهو صائم يرجو من الله أن يتقبل منه. المنجف على مائدته الرمضانية مع عدد من الصائمين