أحيت ألمانيا أمس الذكرى الخمسين لبناء سور برلين وشارك في المراسم التي أقيمت عند المكان السابق للسور في شارع بيرناور بالعاصمة برلين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الألماني كريستيان فولف بالإضافة إلى وزير الدولة للشئون الثقافية بيرند نويمان وعمدة برلين كلاوس فوفرايت والناشطة الحقوقية في ألمانياالشرقية سابقا فيريا كلير. وكان بناء سور برلين قد بدأ في 13 أغسطس عام 1961 بأمر من القيادة في ألمانياالشرقية سابقا. وقالت ميركل "لا ينبغي مطلقا نسيان تاريخ 13 أغسطس عام 1961 والمعاناة التي تسبب فيها لملايين من الناس. الظلم الذي تسبب فيه بناء السور يعظنا حتى اليوم بالدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة في بلدنا وفي جميع أنحاء العالم". وذكرت ميركل أن سقوط سور برلين بعد 28 عاما من بنائه يمثل بالنسبة لها شخصيا حدثا مرشدا دائما. وقالت ميركل: "أنا شخصيا - عندما كنت أبلغ من العمر سبعة أعوام في 1961 - لا زلت أتذكر الرعب الذي أحدثه بناء السور في عائلتي ، فقد انفصلنا أيضا بوحشية عن عماتنا وأجدادنا ، وما لن أنساه أكثر هو مدى السعادة التي شعرنا بها - نحن الألمان - عند سقوط هذا البناء المفزع. هذا الحدث أحدث تحولا إلى الخير في حياتي وحياة الملايين ، فإنه سيظل مرشدا لي". ميركل: لن ننسى المعاناة التي تسبب فيها سور برلين لملايين الأشخاص تجدر الإشارة إلى أن ميركل ولدت في غرب ألمانيا عام 1954 ، إلا أن عائلتها انتقلت عقب ولادتها بأسابيع إلى شرقي البلاد. ومن جانبه دعا الرئيس الألماني إلى دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. وقال فولف أمس في الخطاب الذي ألقاه في المراسم الرئيسية لإحياء الذكرى في برلين إن التذكرة بظلم السور تعظ بعدم التخلي عن الذين يكافحون من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وفي إشارة إلى سقوط سور برلين عام 1989 ، قال فولف: "سور برلين لم يسقط بل تم إسقاطه". وذكر فولف أنه حتى بعد انتهاء تقسيم ألمانيا لا زال هناك المزيد التغييرات الضرورية والحرية الحقيقية التي يمكن تحقيقها في ألمانيا ، بينها تحسين اندماج الأجانب وتوفير إمكانيات الازدهار للجميع في المجتمع. وأعاد الرئيس الألماني إلى الأذهان ذكرى ضحايا سور برلين والحدود الألمانية الداخلية ، بالإضافة إلى الضحايا الذين تم اعتقالهم وملاحقتهم لأسباب أمنية. وذكر فولف أن هؤلاء ليسوا وحدهم ضحايا نظام ألمانياالشرقية سابقا ، موضحا أن هناك ملايين الأشخاص اضطروا إلى التخلي عن حقهم في تحديد مصير حياتهم في ألمانياالشرقية ، وأضاف: "لكن اتضح في النهاية أن الحرية لا يمكن قهرها". ومن ناحية أخرى انتقد فولف شعور الكثيرين بالرضا في الماضي إزاء تقسيم البلاد وبناء السور ، مستنكرا انتشار شعور "اللامبالاة" تجاه هذا الأمر في ألمانياالغربية على وجه الخصوص. ومن جانبه وجه عمدة برلين كلمة شكر للنشطاء الحقوقيين في ألمانياالشرقية سابقا والحركات التحررية التي قامت في شرق أوروبا. وقال فوفرايت: "لقد مهدوا الطريق للتغلب على الانقسام". كما أعرب فوفرايت عن شكره لرئيس الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف بسبب الدور الذي لعبه في توحيد شطري ألمانيا ، مؤكدا أن ألمانياالشرقية سابقا لم تكن دولة قانون. وقال فوفرايت إن يوم ال13 من أغسطس عام 1961 كان أحزن يوم في تاريخ برلين الحديث. وتمت دعوة المواطنين في جميع أنحاء ألمانيا للوقوف دقيقة صمت في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا (بالتوقيت المحلي) لإحياء ذكرى ضحايا سور برلين. وتم تنكيس الأعلام في العديد من المناطق ، كما أنه من المقرر أن تتوقف الحافلات والقطارات في برلين لمدة دقيقة لإحياء هذه الذكرى. واستهل نشطاء حقوقيون سابقون وأقارب الضحايا الذين لقوا حتفهم خلال محاولتهم عبور سور برلين مساء أمس الأول إحياء الذكرى الخمسين للسور بقراءة مقتطفات من السيرة الذاتية للضحايا خلال أمسية ضمت نحو 50 مستمعا في برلين.