تقيم السفارات الافريقية المعتمدة بالمملكة العربية السعودية احتفالا كبيرا بيوم افريقيا في 25 مايو- آيار الجاري بمقر السفارة النيجيرية في الرياض.. وذلك بمناسبة الذكرى 42 لتأسيس منظمة الوحدة الافريقية في 25 مايو من العام ,1963. ويحضر الاحتفال السفراء والدبلوماسيون الأفارقة والعرب والأجانب بالرياض.. وانطلاقا من دور مصر التاريخي في القارة السمراء كان للسفارة المصرية اسهام بارز في الاعداد والمشاركة في هذا الحفل. وبهذه المناسبة قال السفير محمد عبدالحميد قاسم سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة ان الاحتفال بيوم افريقيا هذا العام يأتي وسط تحديات وظروف دولية واقليمية كثيرة أهمها أن تحدي التنمية لم يزل يأتي على رأس اولويات القارة نظرا لما عانته على مدار عقود طويلة من الاستعمار وسلب الموارد الطبيعية.. وكانت قمة النيباد الأخيرة.. والتي احتضنتها مصر في شرم الشيخ دليلا واضحا على اهتمام زعماء القارة بدفع قضية التنمية إلى الأمام. وحول انشاء الاتحاد الافريقي قال السفير قاسم انه تم فعلا وضع ميثاق جديد للاتحاد الافريقي وهو يهدف الى انشاء تجمع اقليمي جديد يكون اكثر فاعلية سياسيا واقتصاديا وايجاد كيان سياسي جديد يحل محل منظمة الوحدة الافريقية.. مضيفا بأن الميثاق الجديد لم ينطو على أي الغاء أو اهدار للأجهزة التي كانت قائمة في اطار منظمة الوحدة الافريقية، ويمكن اعتباره بمثابة وجه جديد لميثاق اديس أبابا، حيث أبقى على جميع أجهزتها، ولكن فقط بعد تغيير اسمائها واعطائها صلاحيات وامكانات اكبر تمكنها من تحقيق أهدافها. كما يعد الميثاق الجديد خطوة مؤسسية مهمة على طريق تحقيق الحلم الافريقي القديم المستمر وتجسيدا وبعثا لفكرة الانتماء الافريقي. وعلى صعيد التجمعات الاقتصادية الافريقية اكد السفير المصري بالرياض ان الكوميسا تعتبر واحدة من انجح التكتلات الاقتصادية الاقليمية بالقارة الافريقية. فهي من التكتلات التي أوصت بإنشائها منظمة الوحدة الافريقية في قمة أبوجا عام 1991 والتي وقعت عليها مصر. فالكوميسا تختلف عن بقية التكتلات الافريقية الأخرى كال (الإيكاس - الأيكوس - السادك - الاتحاد المغربي لدول الشمال الافريقي) بأنها تركز على التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء دون التدخل في الجوانب السياسية، قد وصل عدد الدول المشتركة في المجموعة الى عشرين دولة، وذلك بعد انضمام مصر في 1998. وتتكون المجموعة من (مصر، أنغولا، أثيوبيا، كينيا، الكونغو الديمقراطية، اريتريا، مدغشقر، مالاوي، ناميبيا، سيشيل، السودان، سوازيلاند، تنزانيا، اوغندا، زامبيا، زيمبابوي، موريشيوس وجزر القمر) واشار السفير محمد قاسم الى ان اتفاقية المنظمة للعلاقات التجارية والاقتصادية بين الدول الاعضاء في السوق المشتركة لدول شرق وجنوب افريقيا تحدد مجموعة من الأهداف التي أعدت بحيث تؤدي الى تحقيق ملاءمة ما يساهم في تحسين الأداء الاقتصادي للدول الأعضاء في مجموعة الكوميسا ومعالجة مواطن الضعف في المؤسسات والادارة، وكذلك إزالة العوائق أمام التجارة والاستثمار المحلي والأجنبي وأهم هذه الأهداف: ٭ تشجيع النمو المستمر من خلال ايجاد توازن بين الانتاج وتسويق انتاج تلك الدول فيما بينها من اجل تطوير الدول الاعضاء. ٭ الترويج للتطوير المشترك في جميع المجالات الاقتصادية والتبني المشترك للسياسات والبرامج الاقتصادية الكبيرة؛ لرفع مستوى معيشة شعوب تلك الدول، ولتعزيز العلاقات فيما بين دول الكوميسا. ٭ التعاون المشترك البناء من اجل خلق بيئة تمكين الاستثمار المحلي والاقليمي والأجنبي، وهو ما يضمن التطور والتنمية المشتركة من خلال التنسيق والتكامل بين العلوم. ٭ التعاون من اجل تحقيق السلام الآمن والاستقرار بين الدول الاعضاء وهو ما يساعد في تحقيق التنمية الاقتصادية في المنطقة. ٭ التعاون في تعزيز العلاقات بين دول السوق المشتركة وبقية دول العالم وحماية المواقع المشتركة في نطاق دولي. وحول الدور المصري في دعم وتشجيع دور الكوميسا الاقتصادي قال السفير قاسم: ان انضمام مصر لمجموعة الكوميسا يعتبر واحداً من الاجراءات التي اتبعتها الحكومة المصرية من أجل الاصلاح الاقتصادي عن طريق تشجيعها للصادرات المصرية الى هذه الأسواق الجديدة. ومن هذا المنطلق يعتبر انضمام مصر للسوق المشتركة لدول شرق وجنوب افريقيا هدفا لما لهذا الانضمام من فوائد سوف تعود على مصر بالنفع، كزيادة حجم الصادرات المصرية لتلك الدول وما يستتبعه ذلك من أثر على الاقتصاد المصري. ونتيجة لهذا فإن الاقتصاد المصري سيكون مؤهلاً لمواجهة التحديات المتوقعة في ظل تطبيق اتفاقية التجارة الحرة (غات).. ودعا السفير المصري المستثمرين السعوديين الى انشاء مشروعات مشتركة في مصر بغرض التصدير الى أسواق الدول الافريقية الاعضاء بالكوميسا والاستفادة من ميزة عضوية مصر فيها. ومن ناحية اخرى صرح السفير المصري بأن مسألة التعاون بين مجلس تعاون دول الخليج والكوميسا بدأت مؤخراً في شكل اتصالات بين الجانبين للوقوف على تفعيل التعاون بين الجانبين والذي تحقق في ظله زيادة ملحوظة في الحركة التجارية بين هذين التجمعين الاقليمين المهمين خلال السنوات الأخيرة.. وفي اطار الاتصالات الجارية بين الأمانة العامة في كل من مجلس التعاون الخليجي وتجمع الكوميسا.. اقترحت الأمانة العامة للكوميسا عقد اجتماع بين المسؤولين في هذين التجمعين في شهر مايو الجاري بهدف اطلاع مسؤولي مجلس التعاون على الجهود المبذولة لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين الدول الاعضاء في الكوميسا وصولا الى تحقيق التكامل الاقليمي الأوسع نظاماَ وكذلك استكشاف فرص التعاون بين الكوميسا والمجلس.