قال عبدالرحمن الخراشي المحاضر بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، ان هناك آليات لتنظيم وإدارة العمل التطوعي بالمؤسسات الاجتماعية. واكد أن العمل التطوعي إحدى اللبنات الأساسية في بناء المجتمعات وتطورها، ففي ظل تعقد ظروف الحياة وتشابكها أصبحت الحكومات غير قادرة على تلبية كل احتياجات مواطنيها ومجتمعاتها، فظهرت الجهود التطوعية موازية ومكملة للجهود الحكومية المبذولة، وذلك لسد النقص بما يلبي احتياجات مواطنيها الاجتماعية. وذكر أن الجهود التطوعية تعد إحدى الممارسات الإنسانية المرتبطة بكل معاني الخير والعطاء، وهي إحدى صور التكافل الاجتماعي داخل المجتمع. وبين "الخراشي" مفهوم التبرع إذ يكون بالجهد، أو المال، أو الوقت، أو الاثنين معا، وذلك للقيام بعمل أو أنشطة لخدمة المجتمع، ليس مطالباً به الفرد أو مسئولا عنه، ابتداء بدافع غير مادي، ولا يأمل المتطوع الحصول على مردود مادي من جراء تطوعه، ولفت الى أن العمل التطوعي ينعكس على الأفراد، ويجعلهم يشعرون بمدى أهميتهم داخل مجتمعاتهم، ويكسبهم الخبرات والمهارات اللازمة لمواجهة المشكلات. واوضح الخراشي أن أهداف برنامج التطوع هو الحد من المشكلات الناتجة عن النقص في الكوادر البشرية ولاستفادة من أصحاب الخبرة من أفراد المجتمع، بما يعود على تحقيق أهداف المؤسسة، إلى جانب تنمية روح المساهمة والبذل والعطاء في المتطوعين لخدمة المجتمع، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في تقديم الخدمات والأنشطة. وتدريبهم وإعدادهم للتعامل مع المشكلات التي تواجه المؤسسة، كذلك تطوير بيئة العمل وتنميته من خلال الاستفادة من جهودهم، والاستفادة من المتطوعين في نشر الرسالة الإنسانية التي تتبناها. وأوضح "الخراشي" بعض المسؤوليات والمهام الخاصة بإدارة التطوع منها إرسال الدعوات لطلب التطوع من أفراد المجتمع ممن لديهم القدرة والإمكانات الكافية لدعم وتحقيق أهداف المؤسسة، إلى جانب استقبال المتطوعين وتسجيل طلباتهم والتعرف إلى إمكاناتهم ومهاراتهم، وذلك من خلال تعبئه النموذج، وعقد الاجتماعات برؤساء الإدارات والأقسام العاملة داخل المؤسسة والعمل على إيجاد توفيق نوعي بين المجالات المتاحة لهم وميولهم بحسب قدراتهم وإمكاناتهم، كذلك تنظيم اللقاءات التعريفية «بالمؤسسة» وأنشطتها للمتطوعين الجدد، وتقويم أداء المتطوعين والتعرف على نواحي القصور لإمكان تلافيها، ومتابعة عملهم لضمان استمرارهم وتحفيزهم حتى لا يفتر حماسهم للعمل ولبذل مزيد من الجهد، وشدد على أهمية تحديد المجالات المتاح التطوع بها ضمن برنامج التطوع في المؤسسات. وقدم المحاضر بجامعة الامام محمد بن سعود نصائح عامة للعاملين ضمن إدارة التطوع من ضمنها توفير العدد المناسب من الاستمارات الخاصة بالمتطوعين والكتيبات والمنشورات التعريفية، إلى جانب إعطائهم فكرة واضحة عن برنامج التطوع وتوضيح نوعية المجالات المتاح التطوع بها، ومهام كل منها، والعمل على عقد الاجتماعات الدورية معهم والوقوف على الصعوبات التي تواجه أدائهم للأعمال، ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها، مشيرا إلى أن أهم المتطلبات التي يجب العمل على بنائها ضمن إدارة التطوع، منها وجود استمارة طلب انضمام للتطوع، ودليل شروطه، وحقوقه ما له، وما عليه، إلى جانب وضع نموذج تقويم العمل التطوعي، وبرنامج حاسوبي لحفظ بيانات المتطوعين وانجازاتهم ومده اشتراكهم.