كل خريف تتجه الأنظار إلى مدينة ستوكهولم السويدية لتشهد حفل توزيع جوائز نوبل في المجالات التالية: الأدب والسلام والفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد. في المقابل نجد أن البارزين في مجال علوم الحاسب وتقنية المعلومات والشبكات قد غابوا عن مثل هذا التكريم، ذلك لكون جائزة نوبل لا تمنح إلا للعلوم الأساسية. ومع ذلك فإن لجنة جائز نوبل العالمية لم تتجاهل بشكل تام البارزين في مجال الحوسبة، فعلى سبيل المثال حصل تشارلز كوين كاو (Charles Kuen Kao) أو ما يطلق عليه "أبو الألياف البصرية" على جائزة نوبل للفيزياء عام 2009م. إن غياب جوائز عالمية تنافسية بحجم جائزة نوبل عن مجال الحوسبة هي ما دفعت بالمنظمات العالمية للحوسبة بإيجاد جوائز مخصصة للمتميزين في مجال الحاسب. من هذه الجوائز، جائزة تورنق (Turing Award) من جمعية (ACM) وجائزة تشارلز درابر (Charles Stark Draper Prize) من الأكاديمية الوطنية للهندسة وجائزة ماركوني (Marconi Prize) من جمعية ماركوني. ومن الطريف أن جميع هذه الجمعيات تشير مجازا لجائزتها بجائزة "نوبل في الحوسبة"، وذلك بعد مطالبة سابقة لجمعية (ACM) من فتح فرع جديد لجائزة نوبل في مجال الحوسبة إلا أن القائمين على مؤسسة نوبل رفضوا هذا الطلب. ومع المكانة العالية لجائزة تورنق في مجال الحوسبة والتي يمنح الفائز فيها مبلغ وقدره 250 ألف دولار، إلا أن العديد من الحاصلين عليها يرون أن صيت الجائزة لا يقارن أبدا بصيت الحاصلين على جوائز نوبل ومكانتهم في المجتمع الدولي. ويتساءل البعض منهم لو أن ألبرت نوبل لازال حيا الآن وشاهد كل هذه التغيرات التي أحدثتها مجال الحوسبة على حياة البشر فهل سيستحدث فرعا جديدا لجائزته تهتم بالحوسبة؟ ختاما نقول للمهتمين في مجال الحوسبة، أنه لا زال هناك أمل في حصول البارزين في مجال الحوسبة على جائزة نوبل حتى ولو في السلام، فهناك إشاعات متواردة تفيد أن الإنترنت والويب ومخترعيها تيم بيرنرز لي وفينت سيرف وموقع ويكيليكس تم ترشيحهم للحصول على جائزة نوبل للسلام، فهل ستصدق هذه الإشاعات؟!