التضخم يسجل 2% خلال يناير 2025    الرئيس التونسي ووزير الداخلية يستعرضان العلاقات الثنائية والتعاون الأمني    الرئيس التونسي يثمن الجهود المستمرة لتحقيق التكامل الأمني    ضبط 3 وافدات يمارسن الدعارة في أحد الفنادق بالرياض    الملك يوافق على تنفيذ برنامج "هدية خادم الحرمين الشريفين لتوزيع التمور" في 102 دولة    مفتي المملكة: رؤية المملكة 2030 توالت نجاحاتها ومنجزاتها بما ينفع الجميع    المملكة تدعم الإجراءات التي اتخذتها لبنان لمواجهة العبث بأمن مواطنيها    محافظ جدة يُدشّن الحملة الوطنيّة المحدودة للتطعيم ضد شلل الأطفال    الأهلي والنصر يواجهان بيرسبوليس والغرافة    النفط ينهي سلسلة خسائر «ثلاثة أسابيع» رغم استمرار مخاوف الهبوط    المملكة العربية السعودية تُظهر مستويات عالية من تبني تطبيقات الحاويات والذكاء الاصطناعي التوليدي    وزير الاقتصاد: توقع نمو القطاع غير النفطي 4.8 في 2025    «سلمان للإغاثة» يدشن مبادرة «إطعام - 4»    أمير الشرقية يرعى لقاء «أصدقاء المرضى»    يانمار تعزز التزامها نحو المملكة العربية السعودية بافتتاح مكتبها في الرياض    "السراج" يحقق رقماً قياسياً جديداً .. أسرع سبّاح سعودي في سباق 50 متراً    الشيخ السليمان ل«الرياض»: بعض المعبرين أفسد حياة الناس ودمر البيوت    عاصمة القرار    الحجامة.. صحة وعلاج ووقاية    محمد بن ناصر يدشّن حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال    يوم «سرطان الأطفال».. التثقيف بطرق العلاج    الترمبية وتغير الطريقة التي ترى فيها السياسة الدولية نفسها    الملامح الست لاستراتيجيات "ترمب" الإعلامية    الحاضنات داعمة للأمهات    غرامة لعدم المخالفة !    "أبواب الشرقية" إرث ثقافي يوقظ تاريخ الحرف اليدوية    مسلسل «في لحظة» يطلق العنان لبوستره    عبادي الجوهر شغف على وجهة البحر الأحمر    ريم طيبة.. «آينشتاين» سعودية !    بيان المملكة.. الصوت المسموع والرأي المقدر..!    الرياض.. وازنة القرار العالمي    القادسية قادم بقوة    يايسله: جاهزون للغرافة    الصحافة الإسبانية تتغنى بأداء بنزيما    منتدى الاستثمار الرياضي يسلّم شارة SIF لشركة المحركات السعودية    ترامب وبوتين.. بين قمتي «ريكيافيك» و«السعودية»!    وزير الاقتصاد يلتقي عددًا من المسؤولين لمناقشة مجالات التعاون المشترك    أمين الرياض يحضر حفل سفارة كندا بمناسبة اليوم الوطني لبلادها    جازان تقرأ معرض الكتاب يحتفي بالمعرفة والإبداع    بينالي الأيقونة الثقافية لمطار الملك عبد العزيز    وزير الموارد البشرية يُكرّم الفائزين بجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز في دورتها ال 12    إنهاء حرب أوكرانيا: مقاربة مقلقة لهدف نبيل    جولة توعوية لتعزيز الوعي بمرض الربو والانسداد الرئوي المزمن    على خطى ترمب.. أوروبا تتجه لفرض قيود على استيراد الغذاء    نائب أمير منطقة مكة يستقبل القنصل العام لدولة الكويت    أمير نجران يكرّم مدير فرع هيئة حقوق الإنسان بالمنطقة سابقاً    جمعية الذوق العام تنظم مبادرة "ضبط اسلوبك" ضمن برنامج التسوق    تحت 6 درجات مئوية.. انطلاق اختبارات الفصل الدراسي الثاني    "كبدك" تقدم الرعاية لأكثر من 50 مستفيدًا    أمطار على مناطق المملكة ولليوم الثالث على الشرقية    استمع إلى شرح موجز عن عملهما.. وزير الداخلية يزور» الحماية المدنية» و» العمليات الأمنية» الإيطالية    جدد رفضه المطلق للتهجير.. الرئيس الفلسطيني أمام القمة الإفريقية: تحقيق الأمن الدولي يتطلب دعم مؤتمر السلام برئاسة السعودية    عدم تعمد الإضرار بطبيعة المنطقة والحياة البرية.. ضوابط جديدة للتنزه في منطقة الصمان    انتقلت إلى رحمة الله في المنامة وصلي عليها بالمسجد الحرام.. مسؤولون وأعيان يواسون أسرتي آل زيدان وآل علي رضا في فقيدتهم «صباح»    خبراء يستعرضون تقنيات قطاع الترفيه في الرياض    «منتدى الإعلام» حدث سنوي يرسم خارطة إعلام المستقبل    تآلف الفكر ووحدة المجتمع    عبدالعزيز بن سعود يزور وكالة الحماية المدنية الإيطالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة الأخوين ماشهنداني: اختلاف في الأيديولوجيات وإجماع على كراهية الاحتلال
نشر في الرياض يوم 20 - 05 - 2005

كان الأخ الأصغر نحيفا ورزينا. لقد عمل في السابق ضمن طاقم الحراس الشخصيين للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، ولكنه تحول إلى شخص آخر بعد غزو الولايات المتحدة لبلاده. لقد أعفى علي لحيته واصبح لا يفارق المسجد.
أما الأخ الأكبر فقد كان يعمل بائعاً للسيارات المستعملة وكان لا يتورع عن إطلاق النكات البذيئة وارتكاب المعاصي الخمر وهو على ذلك الحال يعكس شخصية مغايرة تماماً لشخصية أخيه الأصغر علي.
نشأ الأخوان علي وخالد ماشهنداني معاً وترعرعا في حواري حي حمام الليل الفقيرة في مدينة الموصل. الحي عبارة عن مجموعة من المنازل الصغيرة المسقوفة بالحديد والخشب على ضفة الفرات. لسنوات افترقت السبل بعلي وخالد ولكن كل ذلك تبدل في اللحظة التي قتل فيها على في وسط الموصل.
قصة الأخوين ماشهنداني تعطي لمحة عن حياة اثنين من المتمردين السنة ودوافعهما المختلفة وتأثير افعالهما على عائلتهما في الموصل.
بقناعاته الإسلامية المتطرفة وعضويته في جماعة أنصار السنة كان علي جاسم ماشهنداني يقاتل من اجل هدف أيديولوجي.
وقالت شقيقتهما هنية ماشهنداني» كان علي اكثر رزانة وجدية. وكان أميراً للمجاهدين».
أما خالد ماشهنداني والحديث لأخته فقد كان انتهازياً فقد كون لنفسه مجموعة من المتمردين لا تنتمي لأي من التنظيمات المعروفة. وقد شرع في تهريب السيارات الأمريكية الصنع والخطف من اجل الفدية وإيجار الآخرين لمهاجمة القوافل الأمريكية. ويقال بأنه ارتكب جرائم اغتصاب وقتل بحق امرأتين عراقيتين. وهو ينتظر المحاكمة الآن في سجن الموصل. ويمثل الأخوان ماشهنداني نمطين رئيسيين من التمرد. الأول منظم وفتاك وله صلات عالمية، أما الآخر فهو اقل التزاماً من الناحية الدينية وأكثر فردية ولكنه خطير كما الأول. عندما كانت قافلة أمريكية تمر بدوار اليرموك في وسط مدينة الموصل في يناير الماضي تعرضت لإطلاق نار من بندقية خفيفة أحدثت خدشاً بسيطاً في جسم سيارة الهمفي المدرعة. وجاء الرد سريعاً من القافلة في شكل زخات من الرصاص نحو مصدر الصوت. وقام جندي بفتح نيران رشاشه المثبت على ظهر دبابة على ممر المشاة، حيث كان يقف علي ماشهنداني-39 عاماً. واخترقت رصاصات بحجم الاصبع حوض علي وفخذيه وسحقت إحدى ساقيه. واخترقت بضع رصاصات كلية علي وجزء من كبده أخرجتها من ظهره. عندما توقف إطلاق النار كان علي ملقى على الأرض يجود بأنفاسه الأخيرة. وقد كانت أخته هنية حاضرة الموقف لتقص على لوس انجلوس تايمز تفاصيل المشهد. وتصر هنية على عدم معرفتها بالشخص الذي قام بإطلاق النار على الأمريكيين.
وعند تشييع جنازة علي قالت هنية ان أخاها خالد-46 عاماً- ترك المعزين ليقوم بتنفيذ أول عملية له للانتقام لأخيه. وينتمى الأخوان ماشهنداني إلى حي حمام الليل بالموصل وهو حي فقير لا يوجد به أثر للسلطة او الشرطة والذي اصبح معروفاً بإيوائه لعناصر السنة الذين يقاتلون الاحتلال الأمريكي لبلادهم.
وقالت هنية بان علي شارك في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات والتحق بعد ذلك بحرس الرئيس صدام حسين ولكنه في مطلع التسعينات خاب أمله في حزب البعث الحاكم.
وقالت هنية ان اخاها اصبح يقضي ساعات اطول بالمسجد في حمام الليل وأعفى لحيته وقد ارتاب زملاؤه في الحزب في أمره ونتيجة لذلك قاموا بفصله من عضويتهم. وقبل عدة أعوام التحق علي بجماعة انصار الإسلام وهي جماعة التي تفرعت منها جماعة انصار السنة التي يقال بانها التي نسقت الهجمات مع تنظيم القاعدة والتي تبنت مسئولية عدد من عمليات الاختطاف والاعدام لعناصر غربية واجنبية في العراق. وقالت هنية ان علي سر كثيراً عندما غزا الأمريكيون العراق وخلاصهم للبلاد من قبضة صدام ولكن مع مرور الوقت اصبح غاضباً من استمرار الاحتلال الأمريكي للعراق ونشر الأمريكيين للفساد المتمثل في فتح الحانات والسماح للعراقيات بممارسة البغاء.
وقام علي بتكوين خلية من عشرين فرداً وبشراء الاسلحة والذخائر من الاشخاص الذين نهبوها من مستودعات صدام حسين. وقامت الخلية بتنفيذ العديد من الهجمات في مدينة الموصل التي تعد ثالث مدن العراق من حيث الحجم والسكان. وقد اعتقل علي في اكتوبر 2003 لقيامه بتصوير القواعد الأمريكية في العراق حسب رواية هنية وقضى ستة اشهر في سجن أبو غريب غربي بغداد قبل ان يتم تحويله إلى معسكر بوكا للاحتجاز في جنوبي العراق.
وفي اكتوبر الماضي جرى اطلاق سراح علي الذي كان يتحدث عن كراهيته للأمريكيين بسبب ما فعلوه بهم في المعتقلات.» لقد اعتاد الأمريكيون على اهانتنا وإساءة معاملتنا. كانوا يركلوننا عندما يستيقظون في الصباح. في الشتاء كانوا يجبروننا على خلع ملابسنا ورشقنا بالماء البارد. في الصيف كانوا يجعلوننا نقف في الشمس لساعات».
وقالت هنية «بعد إطلاق سراحه من معسكر سجن بوكا كان أخوه خالد يحذره من مراقبة الأمريكيين له، ولكنه كان يرد على خالد بقوله«قبل ذهابي للسجن كنت أحارب الأمريكيين بيدي اما الآن فسوف أحاربهم بيدي وقدمي وأسناني».
وقد حاول خالد اثناء اخيه علي عن محاربة الأمريكيين وكان يقول له» هل انت الرجل الوحيد في العراق الذي يمكن ان يقاوم الأمريكيين؟».
ولكن كل ذلك تبدل عندما قتلت القوات الأمريكية علي على بعد خطوات من منزل خالد.
وقالت هنية ك هل تريدون ان تعرفوا لماذا التحق خالد بصفوف المقاومة؟ لأن علي مات ببطء. كان يطلب المساعدة وكان الجنود الأمريكيين يمنعون خالد من الوصول إليه. لقد ظل ملقى في الشارع لمدة ساعة وعندما تمكنا من الوصول إليه كان جثة هامدة.
وقالت هنية بان خالد لم يكن في حقيقة الأمر لم يكن متطرفاً رغم انه شارك في الحرب العراقية الإيرانية وعلى دراية باستخدام السلاح.
واضافت ان أخاها كان بارعاً في أمور البيع والشراء والتوسط بين القبائل ولم يكن قائداً لخلية، ولكنه كان يقوم بتنفيذ عملياته بنفسه وأوجد لنفسه مجموعة تطيع أوامره وكان همه الانتقام لمقتل أخيه علي.
ونفت هنية تورط خالد في قتل العراقيين ولكنها اكدت بانه دفع سيارات في مرتين لأشخاص للقيام بعمليات ضد القوافل الأمريكية.
وفي مطلع مارس الماضي قامت وحدات عسكرية امريكية وعراقية بمداهمة منازل عائلة خالد عدة مرات ولكنه تمكن من الهرب إلى دولة عربية مجاورة كما قالت هنية.
وقد تعرض ثلاثة من افراد عائلة ماشهنداني للاعتقال من بينهم زوج هنية وشقيقها هاني وشقيقتها خالدة التي تعرضت للتعذيب على يد الشرطة العراقية في الموصل وانكشف أمر تعذيبها لمنظمات حقوق الإنسان.
وقد عاد خالد الشهر الماضي وسلم نفسه للسلطات في الموصل لتبرئة ساحة أفراد عائلته.
وقالت هنية بان خالد الذي يواجه حكم بالإعدام قد ضحى بنفسه من اجل عائلته.
وقالت هنية وهي تغالب دموعها» نعم ،أنا فخورة بعلي لانه بطل. لكنه فقد روحه ولم يكسب شيئاً. لقد ترك عائلته بلا عائل. وخالد بالسجن الآن. ماذا جنينا من كل ذلك؟».
٭ (لوس انجلوس تايمز)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.