قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، بأنه وحسب ما هو موثق لديه من اسماء فان سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز في سجونها ومعتقلاتها ( 48 ) معتقلاً عربياً من الأردن ومصر وسوريا ، بالإضافة لعشرات آخرين من السودان ومصر تجاوزوا الحدود لأسباب مختلفة . داعيا الأمة العربية والإسلامية للاهتمام بهم وتسليط الضوء على قضيتهم ، ومساندتهم بما يحقق الضغط المتواصل لضمان اطلاق سراحهم وعودتهم إلى بيوتهم وأوطانهم وأحبتهم ، في ظل تصاعد الإجراءات والانتهاكات بحقهم وبحق الأسرى عموماً ، وتفاقم معاناتهم جراء استمرار انقطاعهم عن ذويهم وحرمانهم من الزيارات ، وفي ظل ضعف التحرك الدبلوماسي تجاههم ، وتدني مستوى الإهتمام الرسمي والشعبي والإعلامي بهم إلى أدنى درجاته. واضاف : ان قائمة " الأسرى العرب " تضم جنسيات عربية مختلفة ، حيث يوجد من بينهم ( 24 ) اسيراً اردنيا ، و( 15 ) أسيراً مصرياً، و( 8 ) أسرى من هضبة الجولان السورية المحتلة بينهم أسير من قرية الغجر ، بالإضافة الى مواطن من أصل سعودي ويحمل الجنسية الإسترالية أعلنت سلطات الاحتلال عن اعتقاله في مارس / آذار الماضي . وفي هذا الصدد أكد فروانة " للرياض " بأن ادارة السجون أفرجت في فبراير / شباط من العام الماضي عن الأسير السعودي ( عبد الرحمن العطوي ) بعد قضاء أكثر من 5 سنوات في سجونها ، ولم يعد موجودا لديها أو تحت سيطرتها أو ضمن كشوفاتها ، وانما أحيل للعمل الإجباري في مناطق زراعية ( كيبونسات ) تحت رقابة الأجهزة الأمنية ، و لم يُسمح له بالعودة لأهله ووطنه وهذا يخالف كافة المواثيق والأعراف الدولية ، وهذا ما أكده أيضا المحامي السعودي ( كاتب الشمري ) يوم الأربعاء 20-4-2010 في تصريح ل " يونايتد برس انترناشونال " وقال أن السلطات الإسرائيلية أفرجت عن المعتقل السعودي عبد الرحمن العطوي وانه أحيل إلى العمل الإجباري في مناطق زراعية تحت أعين رجال الأمن الإسرائيلي، إلى حين تسليمه لأي دولة عضو في هيئة الأممالمتحدة. وأضاف انه لديه خطابا من مؤسسة مانديلا يفيد بأنه تم الإفراج عن الأسير السعودي منذ منتصف فبراير/شباط الماضي ،إلا أن قال" انه تحفظ على نشر هذا الخبر بناء على رغبة ذويه في المملكة". وذكر فروانة بأن الأسير السوري ( صدقي المقت ) 44 عاماً ، من هضبة الجولان السورية المحتلة والمعتقل منذ آب / أغسطس 1985 ، يُعتبر عميد الأسرى العرب ، وأحد " جنرالات الصبر " وهو مصطلح يُطلق على من مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن. فيما تضم القائمة اسماء لأسرى واسيرات يعتبرون من رموز المقاومة وكانت المحاكم العسكرية الإسرائيلية قد أصدرت بحق بعضهم أحكاما بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عدة . معرباً عن أمله بأن يتمسك آسري " شاليط " بمنح صفقة التبادل التي يدور الحديث حولها بُعدها العربي ، وأن تكفل اطلاق سراحهم ، على اعتبار أن قضية الأسرى هي واحدة موحدة ( لا ) تقبل القسمة أو التجزأة. وعن أوضاعهم المعيشية وظروف احتجازهم في سجون الاحتلال يقول فروانة بأن إدارة السجون لم تميز يوماً في تعاملها وقمعها بين أسير فلسطيني وآخر عربي ، وأن الأشقاء العرب تعرضوا ولا يزالون يتعرضون لما يتعرض له باقي الأسرى من انتهاكات وجرائم واجراءات قهرية ومعاملة لا إنسانية وظروف احتجاز سيئة ، ولكن وبالرغم من القهر وقسوة السجان أصروا على أن يكونوا دائما في قلب المعركة وجزءا أصيلا في مسيرة الدفاع عن كرامة وشموخ وكبرياء الأسير العربي خلف القضبان وشاركوا بفاعلية في كافة الاضرابات التي خاضتها الحركة الأسيرة ضد إدارة السجون لإنتزاع حقوقهم ، وقدموا تضحيات جسام وأن قائمة شهداء الحركة الأسيرة لم تخلُ من الشهداء الأسرى العرب أمثال حسن سواركة من العريش وعمر شلبي من سوريا وهايل أبو زيد وسيطان الولي من الجولان ، وصلاح عباس من العراق ، وغيرهم الكثيرين ، فيما لايزال بعض المحررين العرب يتلقون العلاج في المستشفيات جراء اصابتهم بأمراض ورثوها عن سجون الاحتلال. وأشار فروانة الى أن هنالك المئات من الأشقاء العرب اعتبروا في عداد المفقودين ، ولكن لا يُعرف ان كانوا كذلك بالفعل ، أم أنه قد تم اعتقالهم وزج بهم في السجن الإسرائيلي السري 1391 ولا يزالوا هناك وتستمر " اسرائيل " في رفضها الإقرار بوجودهم لديها ، أم أنهم قتلوا ودفنت جثامينهم فيما بات يُعرف ب " مقابر الأرقام " ، أو أنهم قتلوا وسرقت أعضاؤهم وتناثرت بقايا جثامينهم هنا وهناك وبقي مصيرهم مجهولاً.