سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رمضان في كندا : تقارب وتعارف .. وبرامج روحانية .. تخفف من الغربة المغتربون العرب يأخذهم الحنين إلى أوطانهم.. ويسترجعون الذكريات الجميلة واجتماع الأهل على موائد الشهر الفضيل
بينما كان العديد من الكنديين يستمتعون بالخروج ومشاهدة الالعاب النارية في عطلة نهاية الاسبوع التي صادفت أن تكون ثلاثة أيام بمناسبة "يوم محافظة برتش كولمبيا" ، كان المسلمون في مدينة فانكوفر الكندية منشغلين باستقبال الشهر الفضيل من خلال احياء الصلوات وقراءة القرآن والصوم. ورغم طول النهار والجوع والعطش يبقى المسلمون في كندا متمسكين بالصيام الذي يصل الى قرابة الثمانية عشر ساعة، وأحبوا ان يكون هذا الشهر الفضيل شهرا لتأديب النفس وتعويدها على الصبر والتواضع والاستكانة. واستقبل أكثر من 75 ألف مسلم متواجد في محافظة برتش كولمبيا الكندية شهر الرحمة والغفران بقلوب ساكنة تطمع في الحصول على الرضا والغفران، حيث بدأت تجمعات الجاليات العربية والاسلامية منذ اليوم الأول وذلك للاستعداد الى برامج هذا الشهر الفضيل، والتي عادة ما تبدأ من صلاة المغرب الى منتصف الليل، حيث يجتمع العرب والمسلمون من مختلف الجنسيات والاعراق تحت سقف واحد مليء بالمحبة والاخاء. وزارة الأمن القومي تؤكد استعدادها لتأمين المساجد.. والحفاظ على سلامة وأمن المسلمين وبدأ "وسيم محمد" أحد المهاجرين العرب من الاصول العراقية نهاره الأول بالجلوس باكرا وذلك للذهاب الى مكان عمله الذي يبدأ في الصباح الباكر وينتهي عصرا. لم يفكر وسيم بترك العمل في هذا الشهر المبارك رغم طول وقت الصيام، دافعا ضريبة ثمن الهجرة التي ساعدته من ناحية وأرقته من ناحية أخرى. فمنذ ان اغترب عن اهله قبل حوالي عشر سنوات، لا يزال وسيم يحن الى العودة الى احضان الوطن وبالخصوص في الشهر الفضيل، الذي يجمع بين ذويه وأحبائه، لكن الظروف القاسية في حياته تحول بينه وبين العودة. رمضان يجمع المسلمين من كل الجنسيات وأخذ الاخر "فادي المصري" يحكي عن معاناته مع الغربة في شهر رمضان، مشيرا أن عمله يبدأ من الثامنة صباحا وحتى الرابعة عصرا، ما يؤدي الى انخراطه مع المجتمع الذي يمارس حياته العادية دون صيام، معبرا ان العمل مع المجتمع الكندي والجنسيات الاخرى يكون مرهقا خلال الشهر المبارك، موضحا ان وقت الاستراحة يطلب منه زملاؤه الذهاب معهم الى الكافتيريا او المطعم، ما يسبب له احراجا في البعض الاحيان، تارة يذهب معهم لمجرد الجلوس وارضائهم ، وتارة اخرى يرفض ويجلس في مكتبه. وتبدي الفتاة "روبى محمد" رغبتها في العودة الى وطنها لبنان، رغم تواجد والدتها معها في كندا، إلا انها اشتاقت الى الاجواء الرمضانية التي تجمع اقاربها وأصدقاءها فيها، ودائما ما تسترجع ذكرياتها وأيام شهر رمضان التي قضته بالقرب من الاقارب والاحباب، لتنهمر دموعها بعد ان اغتربت واتت الى بلاد لا تشعر فيه بالشهر الفضيل رغم ما تقوم به بعض المؤسسات الاجتماعية المسلمة، مشيرة الى اشتياقها الى سماع صوت الاذان قبل الافطار وكذلك لحمة وتقارب الجيران مع بعضهم البعض. تجمع لإحدى الجاليات في رمضان ودعت منظمات ومجموعات إسلامية جميع القائمين على المساجد، عقب مذبحة النرويج التي ارتكبها أحد المسيحيين المتطرفين، بأن يكونوا أكثر يقظة وذلك حيال احتمالات وقوع عمليات تخريب قد تستهدف بعضا من المنشآت الإسلامية في كندا. وبعد ان لاحظ المجلس الكندي للعلاقات الإسلامية الأمريكية أن "مذبحة النرويج" أصابت المسلمين في كندا بصدمة قوية، وذلك خوفا من استهداف المساجد من قبل اليمينيين المتطرفين، طالب المجلس أفراد الجالية الإسلامية بالتعاون مع السلطات المسؤولة للإبلاغ عن أن اي سلوك أو تصرف مريب. وفي محاولة لطمأنة الجاليات المسلمة في كندا، قال المتحدث باسم وزير الأمن القومي في كندا مايك باتون إن السلطات الكندية سوف تبذل قصارى جهدها من أجل الحفاظ على أرواح المسلمين وكذلك المساجد. ودعا المجلس الكندي للعلاقات الإسلامية الامريكية في أوتاوا إلى أخذ التدابير والاحتياطات الأمنية لضمان عدم تعرض المساجد وامكان تجمع المسلمين للإفطار، وذلك من خلال تركيب كاميرات المراقبة واجراس الانذار في نوافذ المساجد. ووفقا لتقارير الإحصائية الكندية فإن عدد جرائم الكراهية في كندا زاد بنسبة 42 في المئة من عام 2008 إلى عام 2009، وهي السنة الأخيرة التي تتوفر فيها هذه الإحصاءات. وقال رئيس مجلس مساجد المسلمين في مونتريال "سلام المنياوي" انه تم اتخاذ احتياطات السلامة، ودعا المساجد بتقليم الشجيرات المحيطة بالمسجد، وذلك لمنع الجناة من الاختباء حول المسجد، وأضاف أن المساجد تفتح أبوابها للجميع، مشيرا انه يمكن لأي انسان مهما كان انتماؤه زيارة المساجد، وأخذ الصورة المثالية والحقيقة من خلال مشاهدة ومخالطة المسلمين في هذا الشهر الفضيل. واستنكر المنياوي ما حدث في عام 2007 و 2008 من تخريب لعدد من المساجد في مدينة مونتريال، حيث قام بعض الجناة بسرقة الاجهزة الالكترونية، على الرغم من وجود كاميرات المراقبة.