رمضان شهر كريم إطلالته على المسلمين تعني شيئاً كثيراًً لهم، فهو شهر عبادة وتسابق إلى الخيرات، وفرصة لمراجعة النفس ومحاسبتها على ما تقترفه من خطايا وفرصة أيضا للحصول على الجوائز والصفح والغفران، وفي هذا الشهر تسكن النفس وتغشاها روحانية الصيام، فالعبد بين عبادة وقراءة القرآن الكريم، وبين تأملات في هذا الكون وخالقه والتدبر والتأمل في هذا الشهر يوقظ في النفس أحاسيس إيمانية، وقد صورها الشعراء في عدة أشكال شعرية منها الابتهال، ومنها الرجاء في غفرانه، وطلب البعد عن ناره، ودخول جنته. يقول الشاعر سلطان بن حمود البقمي: الا يا منزل سورة النور والأنفال يارب العباد اللي لك الفضل والمنه يا والي هل الدنيا ويا محصي الأعمال ولا غيرك احد يملك النار والجنة يا مطلوب يا معبود يا مغير الاحوال اليا تعب عبدك والمقادير صابنه والابتهال إلى الله وطلب المغفرة منه أمر الله به قال تعالى: (أجيب دعوة الداع إذا دعان) وقد قيل إن إعرابياً دعا فقال: اللهم امح ما في قلبي من كذب وخيانه وأجعل مكانه صدق وأمانه، وصلى رجل بجانب عبدالله بن المبارك وبادر القيام فجذب توبه وقال أمالك إلى ربك حاجة، وقال سفيان الثوري سمعت إعرابياً يقول: اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيداً فقربه وإن كان قريباً فيسره وإن كان قليلاً فكثره وإن كان كثيراً فبارك لي فيه. وقال أبو نواس: احببت من شعر بشار وكلمته بيتاً لهجت فيه من شعر بشار يا رحمة الله حلي في منازلنا وجاورينا فدتك النفس من جار وقد قيل في الدعاء شعراً يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعد لكل ما يتوقع يا من يرجى للشدائد كلها يا من إليه المشتكى والمفزع يا من خزائن رزقه في قول كن أمنن فان الخير عندك أجمع وعندما تضيق النفس بالخطايا وتحمل وزرها فإن لله أبواباً للمغفرة والتوبة ومن أوسعها شهر رمضان المبارك ففيه الرحمة واسعة والحسنات مضاعفة وفي آخره صفح ومغفرة لمن أستغل أيامه ولياليه بأعمال الخير والحرص على الطاعات وصلة الرحم يقول الشاعر فراج الدوسري: يا غافل القلب ياتي لك مناديبي لا طال حبل الفتى الأيام يطونه يالله وانا طالبك سهل مطاليبي اغفر ذنوبي وتبعني هل السنه ولم يقف الشعراء عند حد الدعاء وطلب الغفران في شعرهم بل طلب فك الضيقة والأزمات التي يتعرض لها الإنسان وتقلبات الحياة التي قد تميل على الإنسان يقول الشاعر عبدالله بن عبار العنزي: يالله يا مفرج عن ايوب مابه نلوذ بك من معضلات المصايب تفرج لمن يقضي زمانه بغربه بعيد عن دار الأهل والحبايب وتحتاج النفس المؤمنة إلى تعويد على أعمال الخير كما تحتاج إذا لم تنفعها الموعظة إلى زاجر: لا ترجع الأنفس عن غيها ما لم يكن منها لها زاجر ولقد أولى شعراء العرب رمضان شهر التوبة والعودة والمغفرة اهتمامهم في رمضانياتهم الشعرية يقول كعب بن مالك: نفسي وأهلي الذين أحبهم لصومي صوم الناسكين ذوي السر