رمضان ذلك الضيف الكريم الذي أسميناه ضيفاً، مع أننا نحن من سيأكل الطعام كله وما هو الا ذريعة للاسراف والتبذير!!. ورمضان ذلك الضيف الذي رحبنا به واستقبلناه بأنواع المآكل والمشارب ، التي ملأنا بها مخازننا وثلاجتنا .!!.. ورمضان ذلك الضيف الذي تشاغلنا عنه بالمسابقات والمسلسلات والسهر امام التلفاز !!. فأين ذهبتْ قدسية رمضان في نفوس الناس ؟! لقد بحثتُ عن ذلك التعظيم وعن تلك الجلالة وعن تلك القداسة التي كنا نراها ونحسها ايام زمان منذ الليلة الاولى من رمضان .. فما رأيتُ رمضان الا في السهر وكثرة الاجتماعات والمشاهدات للمسلسلات والمسابقات حتى أذان الفجر!!. وما رأيت رمضان إلا في الخروج للاسواق واستنزاف جيوب الآباء والازواج بالحاجات ومازاد عن الحاجات!!. وفقد الاطفال ذلك الشعور الجميل الذي كنا نحس به عندما كنا في سني عمرهم ، فعبق شهر الخير لا يشبهه عبق ، وذكريات مميزة لا تنسى ولاتمحى ، اما الان فالليالي متشابهة، لا فرق بين ليالي رمضان وغيرها ، إن استثنينا وفرة المعجنات واللحوم وأطباق الحلويات ، يا لضيفنا المسكين.. تظهر مكانة هذا الشهر في السلوكيات اليومية للأسرة والتي منها ما يكون بتجهيز المصاحف لشحذ همم افراد الاسرة لتلاوة القرآن، وعقد المسابقات بينهم في ختم القرآن ، لصنع جوّ من المنافسة الشريفة بين الإخوة في التسابق لفعل الخيرات، ولزيادة تعظيم مكانة شهر رمضان عند الأطفال.. وتظهر في تشجيع الطفل الصغير على الصيام، ودفعه على صيام أغلب اليوم ليبدأ بالتعود على الصيام، واستشعار لذة الصوم والمشاركة الجماعية ، وأن يكون هناك تشجيع فعلي له أمام باقي أفراد الأسرة له، وعن مدى قدرته وقوته على تحمل الصيام، كما يفضل أن لا يتمتع الطفل ببعض الأطعمة الخاصة بوجبة الإفطار كالسمبوسة، واللقيمات، وعصير التوت... وغيرها، حتى يحين موعد الافطار وتلتف العائلة حول سفرة الإفطار ليكون في ذلك حافزا له على الصيام. .. وفي حالة جوع الطفل قبل الإفطار يمكن إعطاؤه وجبة عادية خارجة عن صفة الوجبات المميزة للإفطار، ويشترط ان تكون هذه الوجبة بعيدة عن انظار اخوانه الصائمين احتراماً لمشاعرهم. .. وتظهر مكانته في حث الطفل على إخراج الصدقة وتعويده على العطاء والمساعدة للمحتاجين لينمي ذلك مبدأ التكافل الاجتماعي في نفس الطفل.. وعلى دروب الخير نلتقي..