عندما يدور الحديث عن الرياضة السعودية وتحديداً إنجازاتها فإن الجميع سيقف مجبراً احتراماً لكثرة تلك الإنجازات وحجمها وتنوعها التي لم تشفع في المقابل بوجود بنية تحتية متجددة وعالية الجودة والخدمة وتواكب حجم تلك الإنجازات ومكانة المملكة الرياضية على الصعيد الدولي، وتحديداً في مجال المنشآت الرياضية التي لا توازي بأي حال تطلعات وطموح الرياضيين، ولم تصل إلى مستوى يلقى قبولهم ورضاهم. وهنا عندما نتحدث عن منشآتنا فبالتأكيد لا نقصد عددها ولكن نعني حداثتها وتطورها واستيعابها وما تقدمه من خدمات مساندة ومصادر جذب وترفيه ومتعة ومدى تحقيقها درجات السلامة وتمتعها بالمواصفات العالمية، ومدى استخدامها للتقنية. فواقع الحال يقول إنه وخلال العشرين سنة الماضية وهي فترة ليست بالقصيرة لم يفتتح استاد رياضي دولي أو صالة رياضية على مستوى عالمي، وأن كل ما يحدث هو ترميم ومعالجة واجتهادات لما هو موجود، في وقت نشاهد ملاعب وصالات حديثة وبمواصفات عالية تفتتح في أكثر من مناسبة في دول مجاورة، فحضور مباراة في دوري زين للمحترفين أو مشاهدتها عبر الشاشة على ملعب الأخدود أو الحزم أمر محزن ومخجل، وغير مواكب للحركة والسمعة الرياضية للمملكة، أو إقامة مباراة بملعب عمرة أربعين سنة ولا يستوعب خمس وعشرين ألفا، وبخدمات متدنية لا يتناسب مدينة بحجم جدة، والألعاب المختلفة تمارس في صالات لا تواكبها تطوراً باستثناء الصالات الثلاث الخضراء التي لا أذكر تاريخ افتتاحها. ولكن بعد تاريخ 1988 وهو تاريخ افتتاح استاد الملك فهد الدولي بالرياض لم يفتتح أي مشروع يخدم شريحة كبيرة من الرياضيين ما كان سبب في تدني وهبوط كثير من مستوى الألعاب لدينا، هنا نسأل عن الأسباب والمعوقات ونبحث أيضاً عن الحلول، فتطوير الملاعب الحالية يعد بمثابة المسكنات والوعود التي تصدر ولا بد أن تنفذ، وهل الحل في أن تقوم الأندية بتولي المهمة خصوصاً إذا أخذنا الأمر من الجانب الاستثماري وتدخل طرف في بناء المنشآت الرياضية وحل لهذه المشكلة من جهة وحتى تحقق عائدات مالية من جهة أخرى، أو نسمح للقطاع الخاص ببناء منشآت رياضية واستثمارها بالتعاون مع الأندية حسب حقوق الرعاية. شعار النادي.. رسالة وأبعاد يفتخر الشعب البرازيلي بقميص منتخب بلاده ويشعر وبالسعادة والبهجة وهو يشاهد عليه تلك النجوم الخمسة التي لا يستطيع أي منتخب آخر وضعها ليس لصعوبة صنع مثل هذا القميص ولكن لصعوبة تحقيق بطولة مونديال كأس العالم خمس مرات حيث تمثل كل نجمة أحد بطولات كأس العالم، لذلك لن يتنازل اتحاد كرة القدم في البرازيل ولا شعبها عن تلك النجوم الخمس في أي مناسبة؛ لأنها وبكل بساطة تاريخ وأمجاد ورسالة للعالم، وهي في نفس الوقت مصدر فخر واعتزاز بأجيال صفق لهم العالم قبل البرازيليين أنفسهم، ومجرد وجودها يعني أن هناك أجيال أيضاً قادمة في الطريق لن ترضى إلا أن تسير على خطى سابقيهم. كان هذه مدخل لعنوان يدل على أن لكل لمسة على الشعار معنى ومضمون، وبالتأكيد أنه عند تصميم شعار للفريق فإن هناك أمورا واعتبارات تضع في الحسبان ولها مدلولات كشعار الدولة أو إشارة إلى رمز ديني أو صورة تدل على حضارة وتاريخ أو معلم أو إنجاز، وكذلك الألوان والأرقام والكلمات ومدلولها وعددها وعلاقتها ببعضها. ويفترض أن يوصل الشعار رسالة مصدرها الفخر والاعتزاز ويشير إلى القوة ويعبر عن ولاء وانتماء، ويعبر أيضاً عن الذات ويعطي شعور بالتواجد ويعكس صورة محسوسة ويوصل فكرة ورؤية، وأن تكون له خصوصية وهدف يغني عن كثير من التحليل، وكذلك يجب أن يكون متزناً ويحترم غيره. من هنا فإن شعار الفريق يحتاج إلى الدقة في التصميم وان كل ما يتضمنه يفترض أن يكون مميزا وله مدلول ومعنى وأن يكون بسيطا وجذابا ويصف واقع ويتصف بالديمومة، وأن توضع له دراسة ومواصفات مقاييس وتشكل له لجنه وتوضع له خطة، وترصد له ميزانية، فلا مكان هنا للارتجال والعبث لان الشعار بمعنى بسيط يحتاج إلى ابداع وتميز يشعرنا برسالة النادي فهو عنوان دائم وملازم له وبمثابة ناطق رسمي معبر عن ذاته، فهذا الشعار سيعطي الجميع الدافعية في العطاء وسيزيد من حماسهم وسيعطيهم الثقة ويرفع معنوياتهم ويحسسهم بالمسئولية وستكون له أبعاد إيجابية.