حاولت البورصات العالمية اليوم التقاط انفاسها غداة تدهور مالي بسبب تراجع الاسهم المصرفية نتيجة مسلسل من الشائعات حول تفاقم الازمة في منطقة اليورو. فمن طوكيو الى لندن عادت الاجواء الى الهدوء النسبي. وبالرغم من الاضطراب والبلبلة عاد المستثمرون الى شراء الاسهم غداة الاخبار المزلزلة على ضفتي الاطلسي. غير ان التشاؤم حيال صحة اقتصادات الدول المتطورة استمر بحسب المحللين. وقال مايكل مكارثي المحلل الاستراتيجي لدى سي ام سي ماركتس في استراليا ان "جوهر المسألة هو حجم التخوف الكبير". وارتفعت بورصة لندن 2,01 بالمئة وباريس 2,30 بالمئة وفرانكفورت 2,60 بالمئة ومدريد 3,19 بالمئة وميلانو 3,24 بالمئة. واتى هذا الارتفاع بعد انهيار امس الاول حيث خسر المؤشر الرئيسي في بورصة نيويورك داو جونز 4,62 بالمئة فيما تراجعت باريس حوالي 5,5 بالمئة، وهي ارقام غير مسبوقة منذ ديسمبر 2008. وتساءل المحللون عن مدة هذا الهدوء.. وقال المحلل لدى ديكسيا سيكيوريتيز في باريس جان بول بييريه ان "الاسواق متوترة جدا ويكفي تصريح سياسي او مقال سلبي كي تغوص مجددا. وتراكمت الارقام السلبية حول الاقتصاد الاميركي. واعتبر الاحتياطي الاميركي الثلاثاء ان توقعات النمو لدى الاقتصاد الاول في العالم باهتة. فالنمو ارتفع بمعدل سنوي اقل من 1 بالمئة في النصف الاول من العام فيما كانت الادارة تسعى الى تجاوز 3 بالمئة في مطلع السنة. وفي منطقة اليورو ما زالت أزمة الديون تهدد بترك اثرها حيث قد تكون اعباؤها كبيرة على المصارف التي يمكن أن توقف اقراض الشركات والافراد. وتعتبر المؤسسات المالية الاوروبية لا سيما الفرنسية ضعيفة جدا امام الدين العام للدول التي تعاني صعوبات في منطقة اليورو. فالمصاف الفرنسية تملك سندات ايطالية علما ان ايطاليا تخضع لضغوط الاسواق المالية وتبلغ قيمتها 24,1 مليار يورو بحسب ارقام هيئة الضبط الاوروبية. وفي الواقع ان كانت روما على شفير الافلاس فان تلك المؤسسات قد تتحمل التبعات، في اليونان التي توشك على الافلاس سبق ان ضخت اكثر من 2,3 مليارات يورو في حساباتها، وقد تتفاقم الفاتورة لان اثينا تنوي توسيع برنامجها لتبادل السندات الى ما بعد مهلة 2020. ففي اواخر يونيو كان مصرف بي ان بي باريبا يملك ما قيمته 3,8 مليارات يورو من السندات اليونانية.