سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المملكة تتمتع بالهدوء والاستقرار .. والملك عبدالله قريب جداً من شعبه البروفيسور فيليب سالم الطبيب والباحث اللبناني في مستشفى "سانت لوك" في هيوستن ل «الرياض»:
بعد خمسين عاما على كونه طبيبا وباحثا في مرض السرطان وصل الى أعلى المراتب العالمية بدءا من مركزه الحالي كرئيس لبرنامج الأبحاث السرطانية في مستشفى "سانت لوك" في هيوستن حيث يوجد كرسي للدراسات وللابحاث السرطانية تحمل اسمه ما يشكّل أعلى تكريم ممكن أن يحوزه باحث علمي، لا يزال البروفسور فيليب سالم نبعا لا ينضب وأفكارا لاتعدّ لإنجازات جديدة في عالم البحث ضد مرض السرطان، وصاحب باع في السياسة والأدب والفلسفة. كعادته سنويا، "يحنّ" البروفسور سالم الى وطنه الأم - الذي اضطرته الحرب الأهلية اللبنانية الى هجرته عام 1987 - ويأتي الى الربوع اللبنانية مرتين في العام الأولى صيفا والثانية في أعياد الميلاد ورأس السنة. وهذه السنة احتفى سالم بعيد ميلاده السبعين في قريته الشمالية بطرام قضاء الكورة، حيث حضرت نخبة من سياسيين وباحثين وصحافيين وفنانين صدحت بآلاتهم الموسيقية أجواء القرية الهادئة واسبغت على وجه البروفسور سالم سعادة لا توصف بوجوده بين أبناء وطنه. "الرياض" التقت البروفسور سالم الذي خصّها بحوار تحدث من خلاله عن السياسة والانتفاضات العربية، وكانت له آراء خاصة بالتقدم الطبي في المملكة العربية السعودية . التطور الصحي بالمملكة لامثيل له .. وأتمنى أن تطبق رؤية خادم الحرمين في جامعة « كاوست» * عن السياسة السعودية قال من سمات تصرّف المملكة العربية السعودية الاستقرار والهدوء والتعامل بدبلوماسية، فالقيادة السياسية للسعودية حكيمة بمعنى أن لديها رؤية لموقع التغيير المطلوب وهي تعمل به. والملك عبد الله برأيي قريب جدا من الشعب ولديه حساسية عن ماهية مطالب شعبه. * وحول نظرته للجانب الطبي في المملكة باعتباره طبيبا قال البروفسور فيليب : ثمة مستشفيات مهمة في المملكة ومنها مستشفى الملك فيصل التخصصي . وما قامت به المملكة ثورة في الصحة، وأنا من المعجبين بالإنجازات التي قاموا بها، وانا اعرف السعودية عام 1969 في المرة الأولى التي زرتها فيها وأعرفها جيدا الآن. ما قامت به المملكة طبيا يستحق وصفه بالأعجوبة، والخطاب الذي ألقاه الملك عبد الله في تأسيس جامعة عبد الله للعلوم والتقنية " كاوست " ، كان عظيما ورائعا، واتمنى أن يتم تطبيق هذه الرؤية التي عرضها. ما أحب قوله للسعوديين إنه يجب الاهتمام بالبحث العلمي لانه لايمكننا أن نكمل في استيراد البحث العلمي إذا لم نكن نحن مساهمين فيه، مع التنويه بالإنجازات الكبرى التي قاموا بها. الثورات العربية ليس لها قيادة منظمة وقد تنتهي إلى الفوضى والاستغلال من أطراف لا تسعى لمصلحة الشعوب * وتحدث عن الانتفاضات العربية الحاصلة فقال : أنا أعتبر بأن هناك دولا في العالم العربي مثل السجون أقامها العسكر سواء في ليبيا أو في الجزائر أو في العراق أو في سوريا. العسكر هم من أدخلوا حكم المخابرات من زمن جمال عبد الناصر، ما يعني بأن الفرد تحت هذا النوع من الحكم يخسر حريته، ويحدث تسطيح للشعب فلا تعود له قيمة مطلقا. وفي الوقت ذاته، وعوض أن يكون المثقفون ملتزمين بقضايا شعوبهم يلتزمون بقضايا العسكر. ما نراه هو بداية لمرحلة مفصلية تاريخية مهمة لم يأت في تاريخ العرب تاريخ مهم ويؤثر على مستقبلهم كما نشهده اليوم. إنها طريق من ألف متر مثلا لا نرى منها بعد إلا أول مترين فحسب. هذه الثورة مهمة لأن من يقوم بها هم الناس لا العسكر، وهي المرة الأولى التي يكون من يقوم بالثورة غير طامح الى الإستيلاء على السلطة بل الى الإتيان بحكم مدني يؤمن الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان. إنها المرة الأولى في تاريخ العرب الحديث تقوم ثورات لا توجد ولا تكون كلمة واحدة عن فلسطين وإسرائيل وأميركا، ولا كلام عن الاديولوجيات. بالطبع لا قيادة منظمة بعد لهذه الثورات ما قد يؤدي الى فوضى أو الى قدوم أطراف لاغتيال هذه الثورة هم: أولا المنظمين ضد الفوضى المتمثلين بالحركات الإسلامية وهي الأكثر تنظيما من المدنيين، الطرف الثاني العسكر. لكن الأكيد في هذه الثورات ألّا رجوع الى الوراء، فسوريا المستقبل لن تشبه البتة سوريا الماضي، حتى لو بقي الحكام أنفسهم سيتغير النظام تغييرا جذريا. لذا نحن في لبنان يجب أن نهيئ أنفسنا الى تغيير جذري في سوريا، وهذا لا يعني أننا ضد سوريا لكن سيحصل تغيير جذري في سوريا ، وفي النهاية سنصل الى شيء أفضل لأنه من الصعب الوصول الى شيء اسوأ مما كان عليه . مسؤولية الحرب في لبنان .. وصنع السلام وقيام الدولة هي مسؤولية اللبنانيين .. وسورية المستقبل لن تشبه سورية الماضي * وتحدث عن الوضع في لبنان وسوريا قائلا : في العقل اللبناني العربي ثمة شعور بأنه لا ينبغي على العالم العربي أن يقوم بأي عمل والاكتفاء بالاستماع الى ما يطلبه الغرب. هذه العقلية مشكلة كبرى، إن مسؤولية الحرب في لبنان كانت ولا تزال مسؤولية اللبنانيين أولا، واليوم إن مسؤولية صنع السلام وقيام الدولة هي مسؤولية اللبنانيين، ليس لدى أميركا رؤيا واضحة للشرق الأوسط، رؤيتها واضحة لثلاثة أمور فحسب: أمن إسرائيل أولا، النفط ثانيا والإرهاب ثالثا. إنها مسلمات السياسة الخارجية الأميركية. ما يحدث في سوريا هو أن الأميركيين ركبوا موجة الثورة السورية بهدف سلخ سوريا عن إيران وعن "حزب الله". إنهم يزينون اليوم ما يحدث، ليس هدفهم إبعاد بشار الأسد بل إتعابه الى حدّ الإتيان به الى اتفاق. لكن ليس واضحا بعد إن كان الأميركيون يريدون تغيير النظام أو تركيعه وترويضه. في الوقت الراهن هم يريدون ترويض النظام السوري .