في خطوة مماثلة لما اعلنته المملكة، استدعت البحرين والكويت أمس سفيريهما في سوريا للتشاور، في وقت قال ل"الرياض" مصدر خليجي إن سوريا تواجه خطر العزلة. في حين توقع وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح ان يلتقي وزراء خارجية دول التعاون لبحث الوضع في سوريا. وقالت الدكتورة نيفين عبد المنعم وكيل مدير معهد البحوث والدراسات العربية في جامعة الدول العربية ل" الرياض" إن النظام في سوريا بإطالته امد العنف ورفضه ادخال اصلاحات جذرية يوصل نفسه للنتيجة التي لا يرغب بها وهي إطاحته، وبالتالي سيفرض عليه التغيير وسيشمله كذلك. وأشارت إلى ان الموقف المتشدد من القيادة السياسية يأتي بسبب إدراك أن التغيير يجب أن ينطوي على تحولات هيكلية عميقة في بنية النظام، وهذا سبب استماتة النظام في استخدام العنف إضافة إلى ارتكانه لمقولة انه يمثل ممانعة وحائط صد في وجه اسرائيل ولو ان هذه الحجة اصبحت مستهلكة ولم يعد احد يعيها. واضافت تواجه سوريا خطر العزلة عربياً فعدد من الدول منكبة على داخلها في تونس وليبيا واليمن ودول كمصر تواجه ضغوطا من شعبها لاتخاذ موقف اكثر حزماً . وفي شأن الزيارة المرتقبة لوزير خارجية تركيا احمد اوغلو قالت مصادر دبلوماسية إن كلينتون عرضت خلال اتصال لها مع نظيرها التركي مطالب واشنطن لكي ينقلها اوغلو للرئيس السوري بشار الاسد. خبراء ل « الرياض»: النظام في سوريا بإطالته أمد العنف يوصل نفسه لنتيجة لا يرغب بها فى الوقت نفسه عقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اجتماعا استثنائيا بمقر رئاسة مجلس الوزراء في أنقرة بمشاركة كل من رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال نجدت اوزال ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية لبحث التطورات الجارية في سوريا بشكل عام، واحتمالات قيام الغرب بعملية عسكرية ضد سوريا. وحول ذلك قال ل" الرياض" الباحث التركي الدكتور محمد العادل إن الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية احمد اوغلو ربما تكون الزيارة او المبادرة الاخيرة وأن الرسالة التي سينقلها إلى النظام السوري لن تكون نصائح بل ستحمل تحذير شديد اللهجة لأن النظام السوري لا يرى إلا محيطه. من جانبه قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس الاثنين إنه سيلجأ إلى الإقناع بدلا من "الإجراءات الجذرية" للمطالبة بإنهاء العنف في سوريا.. مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة الاستفادة من تجربتي مصر وتونس التي تقول بأنه عندما ينزل الشعب الى الشارع ويطالب بالتغيير.. الاولى بالرؤساء والحكومات ان يلجؤوا الى الحوار وعدم العنف من اجل التجاوب مع مطالب هذه الشعوب. علماء دين يثمنون موقف المملكة تجاه الأوضاع في سوريا ويؤكدون حرصها على دعم الاستقرار وحل الخلافات وعلى ذات الصعيد ألمح المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب المتوسط برناردينو ليون الى إمكانية زيادة العقوبات المفوضة على سوريا، إزاء تزايد العنف هناك. من جهة أخرى ثمن علماء دين ومفكرون موقف المملكة تجاه الاحداث الجارية فى سوريا من خلال الكلمة التي وجهه خادم الحرمين الملك عبدالله الى القيادة السورية التي أدان فيها أعمال القتل التي ترتكبها القوات السورية ضد المدنيين هناك. حيث أشار الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية بالقاهرة إلى كلمة الملك عبدالله مؤكداً أنه يجب على القيادة هناك الاستماع لنصيحة من رجل عاقل حكيم رأى بعينيه الدمار والخراب الذى يحدث في سوريا. من جانبه اشاد الدكتور جعفر عبدالسلام الامين العام لرابطة الجامعات الاسلامية واستاذ الدراسات العليا بجامعة الازهر بموقف خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعدم سكوته تجاه ما يحدث فى سوريا من اعمال عنف خاصة خصوصاً والمسلمون يعيشون ايام شهر رمضان.. وذلك لأن خادم الحرمين الملك عبدالله كما عهدناه رجل المواقف الصعبة، مؤكدا ان نداء الملك عبدالله الى حقن الدماء والعمل نحو البناء والاستقرار فى سوريا يؤكد حرص المملكة والملك عبدالله الشديد على دعم الاستقرار وحل الخلافات عن طريق الحوار والبعد عن كل أشكال العنف.