افتتحت حاكمة ولاية ميتشغان، جينفر غراندهولم، يوم الخميس الماضي أكبر مسجد إسلامي في الولاياتالمتحدةالأمريكية الواقع في مدينة ديربورن بولاية ميتشغان الأمريكية. وشارك في حفل الافتتاح إمام المسجد الشيخ حسن قزويني الذي كان شعلة من النشاط وراء تشييد المسجد الذي يعرف بمسجد المركز الإسلامي لأمريكا. والشيخ حسن قزويني، لبناني الأصل، هو مستشار الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في الشؤون الإسلامية إلى جانب أنه من الأشخاص المقربين في الجالية الإسلامية إلى الرئيس بوش. وتعتبر مدينة ديربورن، التي شارك عمدتها مايكل غايدو ونائبه العربي يوسف بيضون وقادة الجالية الإسلامية في أمريكا في حفل الافتتاح، أكبر المدن الأمريكية للتواجد العربي - الأمريكي إلى درجة أن عناوين أسماء المحلات التجارية فيها - حتى لو كانت ذات ملكية غير عربية - لا تخلو من اللغة العربية بشكل يوحي لك أنك في مدينة عربية ولست في الولاياتالمتحدة. ويقول الأستاذ الان عباس رئيس شركة Luna Construction Co,Inc التي قامت ببناء المسجد ل«الرياض» أن البناء بدأ في أكبر مسجد في الولاياتالمتحدة في عام 2000، وأن مساحة المسجد الحالية (86) ألف قدم مربع قابلة للزيادة وفق الخطط المعدة للتوسعة إلى (126) ألف قدم مربع. وقال الأستاذ ألان عباس أن أحد المصممين الرئيسيين للمسجد Paul Burtin كان من المصممين الهندسيين لمطار الملك خالد في الرياض. وأضاف الأستاذ ألان عباس أن تصميم قبة المسجد قد أخذت شكلها من قبة المسجد الأقصى المبارك وتصميم جوانب المسجد من تاج محل في الهند ومرمر المسجد المصنع في البرازيل جاء من المملكة العربية السعودية وتصميم زخرفة سجاد المسجد قامت بإعداده شركة سعودية في المملكة والثريات جاءت من جمهورية مصر العربية. ويقول المهندس ألان عباس رئيس شركة Luna Constvuction co ل«الرياض» أن سعة الطابق الأول للمسجد تصل إلى «760» مصلياً والطابق الثاني، المخصص للنساء، يتسع ل«430» مصلية. كما أن أماكن الوضوء مجهزة بأحدث الأجهزة التي تسهل الوضوء أمام كل من يأتي إلى المسجد. أما تكلفة بناء المسجد الواقع على مقربة من المركز الرئيسي لشركة فورد لإنتاج السيارات في ديربورن والتي تضم الآلاف من العرب العاملين فيها، يقول الأستاذ ألان عباس أن التكلفة بلغت (14) مليون دولار علماً أن التقديرات الأولية كانت (28) مليون إلا أن شركة Luna Constvuction co تمكنت من خفض التكلفة إلى النصف. الحلم الأمريكي وقالت عضو مجلس الشيوخ بالكونغرس الأمريكي عن ولاية ميتشغان، ديبي ستابينو، التي حضرت حفل الافتتاح مع آلاف من العرب الأمريكيين وغيرهم من أصدقاء الجالية العربية - الإسلامية في ولاية ميتشغان، قالت: «إن قصة هذا المسجد هي قصة الحلم الأمريكي فعلاً». أما الإمام الشيخ حسن القزويني، الذي يعد القوة المحركة وراء بناء هذا المسجد الضخم، فقال في حفل الافتتاح: «بعون الله تمكنا من إنهاء بناء هذا المسجد الضخم من دون مشاكل كبيرة، ولكن التحدي الرئيسي بالنسبة إلينا يبدأ في هذا اليوم الذي نفتتح فيه أبواب المسجد أمام الجالية، فعلينا أن نضمن بناء جالية إسلامية حقيقية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وليس مجرد بنا مسجد ضخم وجميل». والمصمم الرئيسي للمسجد هو المهندس المعماري المشهور ديفيد دونيلون، بمشاركة بول بورتين، في حين شيدته شركة Luna Constvuction co لأعمال البناء في منطقة ديربورن التي يرأسها الأستاذ ألان عباس.وقد تمكن المهندس المعماري دونيلون والفريق الهندسي المساعد له من عكس الثقافة الإسلامية في تصميمه المعماري للمسجد الذي تعمر ساحاته الأقواس والقباب والأبراج وأروقة الصلاة الواسعة المكسوة بالسجاد بالطريقة الإسلامية البحتة. طفرة في عدد المسلمين وجاء بناء مسجد المركز الإسلامي لأمريكا في ديربورن، وهو المسجد الأضخم في الولاياتالمتحدة، تتويجاً للمساجد الإسلامية في أمريكا التي تعد بالمئات والتي بني بعضها منذ بداية القرن الماضي إن لم يكن قبل ذلك. وقد شهد القرن العشرين، الماضي، طفرة في عدد السكان المسلمين في قارة أمريكا الشمالية وتشير بعض الدراسات الاحصائية إلى أن عدد المسلمين في أمريكا قد يصل إلى أكثر من (8) ملايين مسلم وهو ما دعا بعض المتابعين للشؤون الإسلامية في الولاياتالمتحدة إلى القول إن عدد المسلمين في الولاياتالمتحدة يزيد عن عدد سكان بعض من الدول العربية. وبرغم أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية التي أساءت للعرب والمسلمين في الولاياتالمتحدة، إلا أن الرئيس جورج دبليو بوش ظل الداعم الرئيسي معنوياً لبناء مسجد المركز الإسلامي لأمريكا في ديربورن بولاية ميتشغان. وأعرب مهتمون بالشؤون الإسلامية في الولاياتالمتحدة عن ابتهاجهم لإقامة هذا الصرح الإسلامي الشامخ، مشددين على أن من الملائم أن يتم بناء أكبر مركز للجالية العربية - الإسلامية في مدينة ديربورن التي تشارك مع مدينة ديترويت في كونهما أكبر معقل للعرب الأمريكيين في أمريكا الشمالية. ويقدر عدد العرب المهاجرين في ديربورن وديترويت إلى نصف مليون إلى حد أن بعضاً من المعلقين الأمريكيين يصفون ديربورن وديترويت، بأنهما أكبر تجمع للعرب خارج العالم العربي. وقال الأستاذ الأمريكي المتخصص بالدراسات الإسلامية، جون إسبوسيتو، وهو أحد أشد المدافعين عن القضايا الإسلامية في الولاياتالمتحدة: «إن على من يريد أن يدرس روح التجربة الإسلامية الأمريكية أن ينظر إلى ديترويت كنموذج نادر». وكان الخبير الأمريكي يتحدث عن اتمام بناء مسجد المركز الإسلامي الأمريكي في ديربورن القريبة من المدينة الكبرى ديترويت حيث أضاف: «إن هناك تجمعات إسلامية كبيرة في مدينة أمريكة أخرى ولكن ديربورن وديترويت تختلفان كون أنهما تضمان أقدم وأكبر الجاليات العربية - الإسلامية في أمريكا الشمالية. بروز الجالية الإسلامية وقال إسبوسيتو: «إن ما نراه ببناء هذا المسجد يمثل بروز الجالية الإسلامية في القرن الواحد والعشرين في أمريكا، وهو بروز لجالية تقدم التضحيات من أجل أماكن للعبادة وذلك كرمز لجذورها العميقة ووجودها المتواصل في هذه البلاد». وبالنسبة إلى الكثير من المسلمين في ديربورن وديترويت فإن إقامة المسجد الضخم يرمز إلى ترسيخ قدم للدين الإسلامي الحنيف في ولاية ميتشغان وترسيخ للإسلام كدين رئيسي مهم في الولاياتالمتحدة بشكل عام». شكر وتقدير حظيت «الرياض» بضيافة ومساعدة بلدية مدينة ديربورن في تغطيتها لحفل افتتاح المتحف الوطني العربي - الأمريكي وافتتاح مسجد المركز الإسلامي لأمريكا الذي هو أكبر مسجد في الولاياتالمتحدة. «الرياض» لا يسعها إلا تقديم جزيل الشكر إلى سعادة عمدة ديربورن السيد مايكل غايدو ومساعده لشؤون المواطنين السيد يوسف بيضون على المساعدات الثمينة التي قدماها ل«الرياض» في تغطية هذين الحدثين الهامين للأمة العربية والإسلامية، كما تخص «الرياض» الأستاذ ألان عباس رئيس شركة Luna Constvuction co التي قامت ببناء مسجد المركز الإسلامي لأمريكا في ديربورن، على ما قدمه من مساعدة ل«الرياض» في تغطية هذا الحدث الإسلامي الهام في الولاياتالمتحدة.