زار العماد ميشال عون الدكتور سمير جعجع في سجنه في وزارة الدفاع في الثامنة صباح أمس على مدى ساعة في لقاء منفرد هو الأول من نوعه بين الرجلين اللذين خاضا حربا شرسة في 31 كانون الثاني (يناير) عام 1990 انتهت بنفي عون الى باريس 15 عاما وبسجن جعجع لغاية اليوم. وكان عون وصل الى وزارة الدفاع في اليرزة في السابعة والنصف وسط مواكبة امنية مشددة. ولاحقا عقد العماد عون مؤتمرا صحافيا في دارته في الرابية أشار فيه أن لقاءه مع جعجع كان «مفرحا وايجابيا من دون وجود مراقبة. ويأتي في اطار علاقة جديدة ضمن الحياة الديموقراطية التي نعيشها اليوم، ولطي صفحة الماضي الذي اصبح ملك التاريخ، لكي نتطلع الى المستقبل لاعمار لبنان». واضاف:«زيارتي كانت للتضامن مع الدكتور جعجع في سجنه لان استمراره في السجن ظلما له، والظلم اللاحق فيه لا يعوّض الا بعودته الى الحياة الطبيعية، واشار الى انه لم يتم البحث في موضوع الانتخابات، بل تندرج في اطار اعادة العلاقات الطبيعية طمأنة للقواعد». واضاف: «لو لم يكن انفجار سيدة النجاة لما كانت محاكمة جعجع. وانا مع عفو كامل يرد له كل حقوقه». واكّد الجنرال أن الزيارة تشير الى علاقة جديدة ضمن الحياة الديموقراطية التي نعيشها لطي صفحة الماضي الذي أصبح ملكا للتاريخ كي نتطلع الى المستقبل ونبني لبنان سويا «وأشار الى أنه لا يجب أن تربط ملفات أخرى تستوجب المحاكمة بملف جعجع لأن لكل حالة خصوصيتها». ولم يكشف عن مضمون الحديث قائلا أنّ حديثه معه تركّز «على الوجدانيات» نافيا الحديث معه عن الانتخابات فالزيارة «هي لإعادة الحياة الإنسانية بين مسؤولين وطمأنة للقواعد على أنه ليس من صراع ولا اختلاف بل تنافس بالسياسة». مشيرا الى أن الوضع الصحي والنفسي لجعجع سليم «وأنا أقدّر شجاعته وقوته الروحية بعد مدة سجن تستمر منذ 11 عاما». وقال انه «ربما يجب إعادة النظر بالدّعوى التي فتحت ضدّه وإعادة المحاكمة» وتوجه الى الرئيس عمر كرامي بقوله انه «لو لم يفتح ملف سيدة النجاة لما فتحت ملفات أخرى وكان الفاعل جهّل كما حصل في جرائم أخرى مثل اغتيال بشير الجميل ورينيه معوض، فصفحة الماضي إما تطوى كليا أو لا تطوى». ودعا عون من يطالبون بإطلاق جعجع الى زيارته. وشدد عون على أن الجرائم المالية والفساد لا يعفى عنها، وما حدث من جرائم بعد العام 1991 لا يمكن أن يعفى عنها. وخفض لهجته تجاه وليد جنبلاط وسعد الحريري لكنه أصرّ على وجود «إشكالية تتعلق بالخطة الإصلاحية للبلد». وقال أن «البطريرك يلملم وضع قرنة شهوان». ودعا الى المشاركة في الانتخابات النيابية مشيرا في رد غير مباشر على سعد الحريري أنه لا يريد الزعامة بل المشاركة مع الجميع. وقال انه ربما يلتقي رئيس الجمهورية إميل لحود بعد أن تنتهي ولايته لأنه اليوم يمثل الدولة التي اضطهدته وهو لن يزوره، رافضا التعليق على الدعوات المطالبة بإقالته.