في تصفيات كأس العالم السابق 2010 جنوب أفريقيا تأهل منتخب كوريا الشمالية المغمور والغائب عن ساحة التنافس الآسيوية فترات طويلة على حساب منتخبنا ومنتخب إيران والإمارات وذلك بعد أن قدم مستويات رائعة وثابتة حتى آخر مباريات التصفيات وضمن التأهل للمونديال,وقد حل منتخب تايلاند ضمن مجموعة منتخبنا في التصفيات الحالية لكأس العالم القادم في البرازيل ومع اختلاف المستويات الفنية والفوارق التي تصب في صالح منتخبات السعودية وأستراليا وعمان إلا أن احتمال المفاجأة وتكرار ما حدث من منتخب كوريا الشمالية وارد وغير بعيد فلدى منتخب تايلاند الكثير من مقومات السرعة والحماس والرغبة بإثبات الوجود وكل هذه العوامل كفيلة بتقليل الفوارق وخلط أوراق هذه المجموعة التي تبدو متوازنة وغير صعبة من حيث المقارنة وإمكانية الحسم والتأهل والحقيقة أن وجود منتخب يتصف بالقوة والمرونة مثل أستراليا ومنتخب يتسلح بروح التنافس الخليجي وخبرة التجربة مثل عمان ومنتخب متحمس ومتطور مثل تايلاند يزيد من صعوبة تركيبة هذه المجموعة ويفرض على منتخبنا اللعب بأكثر من طريقة وأسلوب. ***تظهر المنتخبات الكبيرة بشكل لافت ومتماسك وغير قابل للتفكك أو التذبذب بالمستوى والأداء عندما تصل إلي مرحلة اللعب بروح واحدة واندماج كامل بتنفيذ المهام وتحقيق الأهداف ,وهذا لن يتم إلا إذا وصل الإعداد الفردي للفريق إلى أعلى درجات الكفاءة والتجهيز النفسي والتنظيمي واللياقي والتكتيكي وبالتالي ترتفع درجات الثقة والتركيز والقدرة على التنافس والتكيف مع أي ظرف للمباراة ,ولاشك أن تصفيات كأس العالم وما يتخللها من اختلاف وتباين ومواقف متنوعة وغير متوقعة تتطلب كل هذا الإعداد والمجهود وهذا ما نتمنى أن يصل إليه نجوم منتخبنا الأول وخصوصا في المباريات التي تقام على أرض الدول المنافسة وقد أثبتت كل التجارب السابقة لمثل هذه التصفيات أن الفوز بنتيجة المباراة مطلب مهم و أساسي ولكن الأهم هو مجموع النقاط التي يتحصل عليها كل منتخب ومن خلالها يتأهل إلى المرحلة القادمة من التصفيات وهذا يعني أن التعامل مع مباريات الذهاب والإياب يحتاج إلى قراءة خاصة وإلى تحديد طريقة اللعب وأسلوب التنفيذ بشكل دقيق وغير متسرع، فالثابت أن هناك مباراة لا تحتمل الضغط وفتح الملعب وأخرى تتطلب الإعداد النفسي واللعب على المضمون وثالثة تحتاج الحذر وتضييق المساحات وقبل عدة أيام فازت الاورغواي الأقل حظاً ونجوماً ببطولة كوبا أمريكا على حساب أصحاب الأرض وملوك المهارة الأرجنتين والبرازيل وهذا دليل على أن واقع كرة القدم لا يخضع للأمور الفنية فقط.