انطلقت، أول أمس الخميس، بغرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، محاكمة 27 مغربيا بتهمة التحضير لهجمات إرهابية باستعمال سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وأسلحة متطورة. وقررت هيئة الحكم تأجيل النظر في هذا الملف إلى غاية 15 سبتمبر المقبل استجابة لملتمس الدفاع الذي طالب بمهلة لإعداد دفاعه. ووجهت إلى المتهمين ال27 تهمة "تكوين عصابة إجرامية من أجل إعداد وارتكاب أفعال إرهابية لها علاقة عمدا بمشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام والمشاركة مع حالة العود والسرقات الموصوفة والجرح والضرب". ويقود هذه المجموعة مغربي يبلغ من العمر 40 سنة يدعى "هشام البا"، الذي تلقى تدريبه بمعسكرات تنظيم القاعدة شمال مالي. وكانت وزارة الداخلية أعلنت، شهر دجنبر الماضي، أن المصالح الأمنية المغربية قد تمكنت من تفكيك خلية إرهابية وصفت بالخطيرة كان أفرادها "يخططون للقيام بمجموعة من الأعمال الإرهابية بواسطة أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة تستهدف على الخصوص المصالح الأمنية وبعض الوكالات البنكية من اجل الحصول على التمويل اللازم لمشاريعهم الإرهابية". وكانت تلك أول مرة يتم فيها الإعلان عن تفكيك شبكة إرهابية تنشط قرب الجدار الأمني بالصحراء في منطقة أمغالا. وبحسب الخبراء، فإن مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي متمركزون في الجزائر ومالي وموريتانيا، ويحاولون توسيع قاعدتهم في مناطق داخل الصحراء المغربية.وكشفت التحريات أن عناصر هذه الخلية كانت لهم ارتباطات وثيقة ب"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، كما أنها خططت لإقامة قاعدة خلفية لهذا التنظيم في مناطق خالية من الصحراء كما فعل في الجزائر ومالي. وأفادت المصادر الأمنية أن العناصر المعتقلة كانت تعمل على إحياء عمل خلايا سبق للأمن أن نجح في تفكيكها، حيث كانت هناك عناصر تنسق بين المستقطبين من هذه الخلايا وتنظيم القاعدة الذي كان من المقرر أن يستقبلهم في معسكراته بالجزائر ومالي لتلقي تدريبات شبه عسكرية قبل أن يعودوا إلى المغرب لتنفيذ المخططات التي وُضعت لهم. وخططت الخلية المذكورة بضرب مقرات أمنية ومؤسسات وطنية حساسة ومراكز وهيئات أجنبية، كما كان من ضمن أهداف الخلية الهجوم على البنوك والاستيلاء على أموالها لاستعمالها في تمويل مخططاتها الإرهابية.ويشار أن الأمن المغربي كان قد حجز لدى هذه الخلية مجموعة من الأسلحة المتطورة مخبأة في ثلاث مناطق قرب منطقة أمغالا التي تبعد عن مدينة العيون بالصحراء بحوالي 220 كلم. وكان قد تم عرض هذه الترسانة من الأسلحة على وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.