يعزف كثير من السعوديين عن التداول في سوق الأسهم خلال شهر رمضان من أجل التفرغ للعبادة، لكن الشهر الفضيل يتزامن هذا العام مع موسم إجازات الصيف وحرارة قائظة تصل إلى 50 درجة مئوية مما يمنح المتعاملين أسبابا اضافية لاعتزال قاعات التداول خلال الشهر. وقال راشد السبيعي وهو متعامل سعودي: في العادة تنقص عمليات التداول في السوق أكثر من 50% في شهر رمضان ومنذ بداية الصيف وعدد الاشخاص في صالة التداول يتناقص واعتقد انه في رمضان لن نجد أكثر من 10% من المتداولين، متوقعا ان السوق في رمضان هذا العام ستكون ضعيفة جدا أولا بسبب الاوضاع التي تمر بها المنطقة وتزامن رمضان مع موسم الاجازات. يقول هشام تفاحة رئيس إدارة الأصول لدى مجموعة بخيت الاستثمارية: رمضان هذا العام حالة استثنائية، كل الناس أجلت قراراتها لحين اتضاح الرؤية بخصوص الديون الأمريكية وهذا حدث لم يكن موجودا العام الماضي والجميع ينتهج سياسة الانتظار والترقب سواء الأفراد والمحافظ الكبرى أو المؤسسات. وتابع أن تلك الأزمة ستلقي بظلالها على أسعار النفط الذي يمثل 90% من الإيرادات الحكومية السعودية و50% من الناتج المحلي الإجمالي. ويرى تفاحة أن رفع سقف الدين الأمريكي ينعكس إيجابيا على السوق السعودية في أوائل رمضان للعوامل الأساسية القوية للسوق السعودية وتحقيق الشركات لنتائج قوية لم ينعكس صداها بعد على المؤشر. ويؤيد عبد الحميد العمري الكاتب الاقتصادي وعضو جمعية الاقتصاد السعودي هذا الرأي، لكنه يرى أن قرار رفع سقف الدين الأمريكي سيكون خبرا جيدا على مستوى الأفراد لكن أثره على السوق محدود. وقال العمري: لو ظهر هذا القرار في وقت آخر غير رمضان وفترة الصيف وضعف السيولة وعدم الرغبة في الشراء لكان أحدث تأثيرا كبيرا لكن الفائدة في ظل هذه العوامل ستكون محدودة". والمستثمرون الأفراد هم القوة الدافعة لسوق الأسهم السعودية ووفقا لبيانات رسمية يسجل الأفراد نحو 93% من الصفقات اليومية في البورصة السعودية. ويقول ناصر الفريح وهو من المتعاملين الأفراد: في الايام العادية أحضر إلى السوق بشكل يومي ولكن في رمضان يقتصر الأمر على يومين أو ثلاثة بالكثير. ويأتي الحرمان من التدخين والقهوة في نهار رمضان كعامل اضافي يدفع البعض للصيام عن التداول ايضا، حيث يقول فيصل الشمري أحد المتعاملين في السوق: نعمل كمجموعة في صالة التداول وجميعنا مدخنون ومن النادر جدا أن نتفق أو نقوم بأي عملية في نهار رمضان. ويؤكد ضيف الله العلي أن أول أيام الصيام يقلل من نشاط الناس وادائهم في السوق كما أن هناك العديد من المخاوف لدى المتعاملين مما يحدث في العالم العربي، كما أن السوق في رمضان بشكل عام ضعيفة جدا واعداد المتداولين والسيولة تنقص بشكل كبير لذلك يجب أن يتم النظر في ساعات العمل. ويقول محللون بارزون إن نمط التعاملات في السوق السعودية دائما ما يتسم بالتراجع خلال فترات الهدوء الموسمي كالصيف وشهر رمضان. ويقول عبدالحميد العمري: الأسواق الناشئة ولاسيما السوق السعودية دائما ما تتأثر بالعوامل الموسمية ورمضان وفصل الصيف فترات يضعف فيها الشراء والتداول والأعوام الاخيرة أظهرت أن أدنى مستويات السيولة تسجل في رمضان. وقال تفاحة: من المعروف أن شهر رمضان يشهد هدوءا في التداول فالمجتمع السعودي مجتمع محافظ يميل للتفرغ للعبادات خلال هذا الشهر وهذه ثقافة مجتمعية يبتعد المتعاملون عن السوق ويقولون لن نخسر شيئا خلال رمضان. ويتوقع العمري أن تسجل قيم التعاملات هذا العام مستويات أكثر انخفاضا وعزا ذلك لعدة أسباب على رأسها أن أحدث بيانات لمؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) أظهرت أن المستثمرين الأجانب سجلوا انخفاضا في الاستثمارات الأجنبية داخل السوق السعودية. ومع صعوبة الصيام في فصل الصيف بالمملكة لا يزال المتعاملون السعوديون يأملون في تغيير مواعيد التداول خلال شهر رمضان أو تقليص ساعات التداول. وتظل مواعيد التداول في البورصة السعودية دون تغيير خلال رمضان من الساعة 11 صباحا حتى الساعة الثالثة والنصف عصرا بينما جرى تقليص ساعات التداول في الدوائر الحكومية والقطاعين العام والخاص إلى خمس أو ست ساعات بدلا من ثماني ساعات.