مهنة العمارة كأي مهنة تتأثر بما حولها بل انها قد تكون من اكثر المهن تأثراً نظراً لارتباطها الوثيق بالإنسان الذي يعد مركز ومحور هذه المتغيرات، ناهيك عن البيئة المحيطة به. هذا الالتصاق بالإنسان يجعل من مهنة العمارة مهنة متجددة تناسب احتياجات الإنسان سواء كانت هذه الاحتياجات اجتماعية ام نفسية ويجب على المعماري تفهم السلوك الإنساني ومواكبة متطلباته واحتياجاته بل ورغباته، واليوم مع تدخل التقنية في كافة حياتنا اصبح البعيد قريبا عبر وسائل الاتصال وكذلك الكثير قليلا عبر وسائل تخزين المعلومات الالكترونية والصعب اصبح ممكننا، كل ذلك يجعل مفاهيمنا عن كثير من المتطلبات تتغير. فمثلا هل سنحتاج في المستقبل عند تصميم مبنى مكتبة الى مساحات كبيرة لاحتواء ارفف الكتب، ام الى شاشات وأجهزة حاسب، وهل سنحتاج الى توفر صالة اجتماعات، ام ان الاجتماعات ستكون عبر وسائل الاتصال المرئية والمسموعة المباشرة، وأمثلة اخرى كثيرة تدعونا الى انه يجب اعادة النظر في كثير من الفراغات المعمارية واحتياجاتها. هذا الحديث يجرنا الى آلية جديدة في برمجة المشاريع وتحديد هوية ومتطلبات كل فراغ، فالتوسع المستقبلي قد يتحول الى انكماش في الفراغ مع تعدد الوظائف، هذه مجرد تساؤلات تجعل المعماري يبحث دائما عن كل جديد، ليس فقط في وسائل البناء واساليب رسم المشاريع بل ان كل تقنية حديثة حوله تؤثر على مفاهيم كانت سائدة ومتعارف عليها حيث ان كثيراً من المفاهيم قد تغيرت خلال العشر سنوات الماضية فهل معماريو اليوم يعون هذه المتغيرات واحتياجاتها؟ ٭عضو هيئة تدريس كلية العمارة والتخطيط